Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 2, Ayat: 251-251)
Tafsir: Tafsīr al-Qurʾān al-ʿaẓīm
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
وقال لداود عليه السلام : { وَآتَاهُ ٱللَّهُ ٱلْمُلْكَ وَٱلْحِكْمَةَ } [ 251 ] يعني النبوة من الكتاب . وقال قتادة : الحكمة : هي الفقه في دين الله عزَّ وجلَّ ، واتباع رسول الله صلى الله عليه وسلم . وقال السُّدي : الحكمة النبوة . وقال : زيد بن أسلم : الحكمة العقل . وقال الربيع ابن أنس : الحكمة خشية الله تعالى . وقال ابن عمر : الحكمة ثلاث : آية محكمة ، وسنة ماضية ، ولسان ناطق بالقرآن . وقال أبو بكر : قال سهل : الحكمة إجماع العلوم ، وأصلها السنة ، قال الله تعالى : { وَٱذْكُـرْنَ مَا يُتْـلَىٰ فِي بُيُوتِكُـنَّ مِنْ آيَاتِ ٱللَّهِ وَٱلْحِكْـمَةِ } [ الأحزاب : 34 ] فالآيات الفرض ، والحكمة السنة . وأراد سهل من ذلك أن العرب تقول : حكمت الرجل إذا منعته من الضرر والخروج عن الحق مثل قوله : { حِكْمَةٌ بَالِغَةٌ } [ القمر : 5 ] قال : أي تامة ، كما قال : { آتَيْنَاهُ حُكْماً وَعِلْماً } [ الأنبياء : 74 ] فهي حينئذ بلغت إلى أهلها دون غيرهم ، فهم في كل حال فيها ينطقون ، وإلى أحكامها يفزعون ، وعن معانيها يكشفون ، كما قيل : زاحم الحكماء ، فإن الله يحيي القلوب الميتة بالحكم ، كما يحيي الأرض الميتة بوابل المطر . ثم قال : رأس مال الحكمة ثلاث : الأول رياض النفس في المكروهات ، والثاني فراغ القلب عن حب الشهوات ، والثالث القيام على القلب بحفظ الخطرات ، ومن راقب الله عند خطرات قلبه عصمه عند حركات جوارحه .