Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 21, Ayat: 83-83)

Tafsir: Tafsīr al-Qurʾān al-ʿaẓīm

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

قوله تعالى : { وَأَيُّوبَ إِذْ نَادَىٰ رَبَّهُ أَنِّي مَسَّنِيَ ٱلضُّرُّ } [ 83 ] قال : الضر على وجهين : ضر ظاهر وضر باطن ؛ فالباطن حركة النفس عند الوارد واضطرابها ، والظاهر إظهار ما في السر من ذلك ، فمتى احتل الضر الباطن سكن الظاهر عن إظهاره وصبر على الآلام ، وإذا تحرك الباطن تحت الوارد انزعج الظاهر بالصياح والبكاء ، فكان شكواه إلى الله عزَّ وجلَّ كي يعطي المعونة على رضا قلبه بالوارد ، وذلك أن القلب إذا كان راضياً بأمر الله لم يضر العبد ما فعلت جوارحه ، ألا ترى إلى بكاء النبي صلى الله عليه وسلم حين مات ابنه إبراهيم كيف بكى عليه رحمة له بطبع البشرية ، فلم يضره ما فعلت جوارحه ، لأن قلبه كان راضياً به . وكان سهل يقول لأصحابه : قولوا في دعائكم : إلهي إن طبختني فأنا قدر ، وإن شويتني فأنا محنوذ ، ولا بد أن تُعرف ، فَمُنَّ عليَّ بمعرفتك . وسئل سهل عن الدار ، دار إسلام أم دار كفر ؟ فقال : الدار دار بلوى واختبار . وقال عبد الرحمن المروزي لسهل : يا أبا محمد ، ما تقول في رجل منذ خمسة وعشرين يوماً تطالبه نفسه أن تشبع ورق السدر من منذ ثمانية عشر يوماً ؟ فقال له سهل : ما تقول في رجل تطالبه نفسه أن يشم ورق السدر . قال : فوثب عبد الرحمن وانتفخت أوداجه .