Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 3, Ayat: 7-8)
Tafsir: Tafsīr al-Qurʾān al-ʿaẓīm
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
قوله : { فَيَتَّبِعُونَ مَا تَشَابَهَ مِنْهُ ٱبْتِغَاءَ ٱلْفِتْنَةِ } [ 7 ] يعني الكفر . { وَٱبْتِغَاءَ تَأْوِيلِهِ } [ 7 ] يعني تفسيره على ما يوافق هوى نفوسهم . { وَمَا يَعْلَمُ تَأْوِيلَهُ إِلاَّ ٱللَّهُ } [ 7 ] قال ابن عباس رضي الله عنهما : أنزل القرآن على أربعة أحرف ، حلال وحرام لا يعذر أحد بجهالته ، وتفسير تفسره العرب ، وتفسير تفسره العلماء ، ومتشابه لا يعلمه إلاَّ الله تعالى ، فمن ادعى علمه سوى الله عزَّ وجلَّ فهو كاذب . قوله : { وَٱلرَّاسِخُونَ فِي ٱلْعِلْمِ } [ 7 ] قال : حكي عن علي رضي الله عنه : هم الذين حجبهم العلم عن الاقتحام بالهوى والحجج المضروبة ، دون الغيوب لما هداهم الله وأشرفهم على أسراره المغيبة في خزائن العلوم فقالوا : { آمَنَّا بِهِ كُلٌّ مِّنْ عِندِ رَبِّنَا } [ 7 ] فشكر الله تعالى لهم وجعلهم أهل الرسوخ والمبالغة في العلم زيادة منه لهم ، كما قال الله تعالى : { وَقُل رَّبِّ زِدْنِي عِلْماً } [ طه : 114 ] قال سهل : استثنى الله تبارك وتعالى الراسخين في العلم بقولهم : { كُلٌّ مِّنْ عِندِ رَبِّنَا } [ 7 ] يعني الناسخ والمنسوخ والمحكم والمتشابه ، وهم الكاشفون عن العلوم الثلاثة إذ العلماء ثلاثة : الربانيون والنورانيون والذاتيون ، وبعد العلوم الأربعة : الوحي والتجلي والعندي واللدني ، كما قال تعالى : { آتَيْنَاهُ رَحْمَةً مِّنْ عِندِنَا وَعَلَّمْنَاهُ مِن لَّدُنَّا عِلْماً } [ الكهف : 65 ] ، { وَمَا يَذَّكَّرُ إِلاَّ أُوْلُواْ ٱلأَلْبَابِ } [ البقرة : 269 ] أي وما يتذكر إلاَّ أولو الفهم والعقول الذين يقولون : { رَبَّنَا لاَ تُزِغْ قُلُوبَنَا بَعْدَ إِذْ هَدَيْتَنَا } [ 8 ] أي لا تُمل قلوبنا عن الإيمان بعد إذ هديتنا بهداية منك ، { وَهَبْ لَنَا مِن لَّدُنْكَ رَحْمَةً إِنَّكَ أَنْتَ ٱلْوَهَّابُ } [ 8 ] لمن رجع إليك بالافتقار والتضرع والمسكنة . ثم قال سهل : ليس للعبد حيلة سوى أن يواظب في جميع عمره على قول : " رب سلم سلم ، الأمان الأمان ، الغوث الغوث " . قال الله تعالى : { كَمَا بَدَأَكُمْ تَعُودُونَ } [ الأعراف : 29 ] يعني ينبغي للموحد أن يعلم يقيناً أنه ليس كل من أحب الحق أحبه ، لأن إبليس قابله بعلاء الحب فقال : { أَأَسْجُدُ لِمَنْ خَلَقْتَ طِيناً } [ الإسراء : 61 ] وأنت الله لا يجوز أن يعبد غيرك ، حتى لعنه . فليس كل من تقرب إليه قبله وليس كل من أطاعه قبل طاعته ، إنه بصير بما في الضمير ، فلا يأمن أحد أن يفعل به كما فعل بإبليس لعنه بأنوار عصمته ، وهو عنده في حقائق لعنته ، ستر عليه ما سبق منه إليه حتى عاقبه بإظهاره عليه ، فليس للعبد إلاَّ استدامة الغوث بين يديه . وقد كان الرسول صلى الله عليه وسلم يقول : " يا ثابت المثبتين ثبتني بثباتك ، يا ثابت الوحدانية لا إله إلاَّ أنت ، سبحانك إني كنت من الظالمين " وكان يقول : " يا ولي الإسلام وأهله ثبتني بالإسلام حتى ألقاك به " ، قال : وموضع الإيمان بالله تعالى القلب ، وموضع الإسلام الصدر ، وفيه تقع الزيادة والنقصان .