Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 30, Ayat: 41-41)
Tafsir: Tafsīr al-Qurʾān al-ʿaẓīm
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
قوله تعالى : { ظَهَرَ ٱلْفَسَادُ فِي ٱلْبَرِّ وَٱلْبَحْرِ } [ 41 ] قال : مثل الله تعالى الجوارح بالبر ، ومثل القلب بالبحر ، وهم أعم نفعاً وأكثر خطراً ، هذا باطن الآية ، ألا ترى أن القلب إنما سمي قلباً لتقلبه وبعد غوره ، ولهذا " قال النبي صلى الله عليه وسلم لأبي الدرداء رضي الله عنه : " جدد السفينة فإن البحر عميق " ، يعني جدد النية لله تعالى من قلبك ، فإن البحر عميق ، فحينئذ إذا صارت المعاملة في القلوب التي هي بحور ليس له منها مخرج ، وخرجت النفس من الوسط ، استراحت الجوارح ، فصار صاحبها في كل يوم أقرب إلى غورها ، وأبعد من نفسه حتى يصل . وسئل عن معنى قوله صلى الله عليه وسلم : " من تواضع لغني ذهب ثلثا دينه " فقال : للقلب ثلاث مقامات : جمهور القلب ، ومقام اللسان من القلب ، ومقام الجوارح من القلب . وقوله : " ذهب ثلثا دينه " يعني اشتغل من الثلاثة اثنان : اللسان وسائر الجوارح ، وبقي الجمهور الذي لا يصل إليه أحد ، وهو موضع إيمانه من القلب . ثم قال : إن القلب رقيق يؤثر فيه كل شيء ، فاحذروا عليه واتقوا الله به . فسئل : متى يتخلص القلب من الفساد ؟ قال : لا يتخلص إلا بمفارقة الظن والحيل ، وكأن الحيل عند ربك كالكبائر عندنا ، وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم : " الكبيرة ما يشرح في صدرك والإثم ما حاك في صدرك وإن أفتاك المفتون وأفتوك . ثم قال : إن اضطرب القلب فهو حجة عليك " .