Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 58, Ayat: 22-22)

Tafsir: Tafsīr al-Qurʾān al-ʿaẓīm

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

قوله تعالى : { لاَّ تَجِدُ قَوْماً يُؤْمِنُونَ بِٱللَّهِ وَٱلْيَوْمِ ٱلآخِرِ يُوَآدُّونَ مَنْ حَآدَّ ٱللَّهَ وَرَسُولَهُ } [ 22 ] قال : كل من صح إيمانه فإنه لا يأنس بمبتدع ويجابهه ، ولا يؤاكله ولا يشاربه ولا يصاحبه ، ويظهر له من نفسه العداوة والبغضاء ، ومن داهن مبتدعاً سلبه الله حلاوة السنن ، ومن تحبب إلى مبتدع يطلب عزة في الدنيا وعرضاً ، أذله الله بذلك العز ، وأفقره الله بذلك الغنى ، ومن ضحك إلى مبتدع نزع الله نور الإيمان من قلبه ، ومن لم يصدق فليجرب . قوله تعالى : { أُوْلَـٰئِكَ كَتَبَ فِي قُلُوبِهِمُ ٱلإِيمَانَ وَأَيَّدَهُمْ بِرُوحٍ مِّنْهُ } [ 22 ] قال : كتب الله الإيمان في قلوب أوليائه سطوراً ، فالسطر الأول التوحيد ، والثاني المعرفة ، والثالث الصدق ، والرابع الاستقامة ، والخامس الصدق ، والسادس الاعتماد ، والسابع التوكل . وهذه الكتابة هي فعل الله لا فعل العبد ، وفعل العبد في الإيمان ظاهر الإسلام ، وما يبدو منه ظاهراً وما كان منه باطناً فهو فعل الله تعالى . وقال أيضاً : الكتابة في القلب موهبة الإيمان التي وهبها الله منهم قبل أن خلقهم من الأصلاب والأرحام ، ثم أبدى بصراً من النور في القلب ، ثم كشف الغطاء عنه حتى أبصروا ببركة الكتابة ونور الإيمان المغيبات . وقال : حياة الروح بالذكر ، وحياة الذكر بالذاكر وحياة الذاكر بالمذكور ، رضي الله عنهم بإخلاصهم له في أعمالهم ، ورضوا عنه بجزيل ثوابه لهم على أعمالهم . { أُوْلَـٰئِكَ حِزْبُ ٱللَّهِ } [ 22 ] الحزب الشيعة ، وهم الأبدال ، وأرفع منهم الصديقون . { أَلاَ إِنَّ حِزْبَ ٱللَّهِ هُمُ ٱلْمُفْلِحُونَ } [ 22 ] يعني هم الوارثون أسرار علومهم المشرقون على معاني ابتدائهم وانتهائهم . والله سبحانه وتعالى أعلم .