Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 6, Ayat: 54-54)

Tafsir: Tafsīr al-Qurʾān al-ʿaẓīm

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

قوله تعالى : { كَتَبَ رَبُّكُمْ عَلَىٰ نَفْسِهِ ٱلرَّحْمَةَ أَنَّهُ مَن عَمِلَ مِنكُمْ سُوۤءًا بِجَهَالَةٍ ثُمَّ تَابَ مِن بَعْدِهِ وَأَصْلَحَ فَأَنَّهُ غَفُورٌ رَّحِيمٌ } [ 54 ] وقد حكي أن الله تعالى أوحى إلى داود عليه السلام : يا داود من عرفني أرادني ، ومن أرادني أحبني ، ومن أحبني طلبني ومن طلبني وجدني ، ومن وجدني حفظني . فقال داود صلوات الله عليه : إلهي ، أين أجدك إذا طلبتك ؟ فقال : عند المنكسرة قلوبهم من مخافتي . فقال : إلهي ، أتيت أطباء عبادك للتداوي فكلهم دلوني عليك ، فبؤساً للقانطين من رحمتك ، فهل لي وجه أن تداويني ؟ فقال الله عزَّ وجلَّ : الذين أتيتهم كلهم دلوك علي ؟ فقال : نعم . قال : فاذهب فبشر المذنبين ، وأنذر الصديقين . فتحير داود فقال : يا رب ، غلطت أنا أم لا ؟ قال : ما غلطت يا داود . قال : وكيف ذلك ؟ قال : بشر المذنبين بأني غفور ، وأنذر الصديقين بأني غيور . فسئل : من الصديقون ؟ فقال : الذين عدوا أنفاسهم بالتسبيح والتقديس ، وحفظوا الجوارح والحواس ، فصار قولهم وفعلهم صدقاً ، وصار ظاهرهم وباطنهم صدقاً ، وصار دخولهم في الأشياء وخروجهم عنها بالصدق ، ومرجعهم إلى مقعد صدق عند مليك مقتدر .