Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 66, Ayat: 8-8)

Tafsir: Tafsīr al-Qurʾān al-ʿaẓīm

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

قوله تعالى : { يٰأَيُّهَا ٱلَّذِينَ آمَنُواْ تُوبُوۤاْ إِلَى ٱللَّهِ تَوْبَةً نَّصُوحاً } [ 8 ] قال : التوبة النصوح أن لا يرجع ، لأنه صار من جملة الأحبة ، والمحب لا يدخل في شيء لا يحبه الحبيب . وقال : علامة التائب أن لا تقله أرض ولا تظله سماء إلا هو متعلق بالعرش وصاحب العرش ، حتى يفارق الدنيا ، ولا أعرف في هذا الزمان أقل من التوبة ، إذ ليس منا أحد أتاه ملك الموت إلا ويقول : دعني أفعل كذا وكذا ، دعني أتنفس ساعة . ثم قال : إن التائب المخلص ولو مقدار ساعة ، ولو مقدار نفس واحد قبل موته ، يقال له : ما أسرع ما جئت به صحيحاً ، وجئنا حيث جئت . قوله : { يَوْمَ لاَ يُخْزِى ٱللَّهُ ٱلنَّبِيَّ } [ 8 ] قال : لا يخزيه في أمته ، ولا يرد شفاعته . ولقد أوحى الله تعالى إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال : إن أحببت جعلت أمر أمتك إليك . فقال : يا رب أنت خير لهم مني . فقال الله تعالى : إذاً لا أخزيك فيهم . قوله عزَّ وجلَّ : { يَقُولُونَ رَبَّنَآ أَتْمِمْ لَنَا نُورَنَا } [ 8 ] فقال : لا يسقط الافتقار إلى الله عزَّ وجلَّ عن المؤمنين في الدنيا ولا في العقبى ، هم في الجنة أشد افتقاراً إليه ، وإن كانوا في دار العز والأمن والغنى لشوقهم إلى لقائه ، { يَقُولُونَ رَبَّنَآ أَتْمِمْ لَنَا نُورَنَا } [ 8 ] وارزقنا لقاءك ، فإنه منوّر الأنوار وغاية الطلاب . والله سبحانه وتعالى أعلم .