Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 68, Ayat: 4-4)

Tafsir: Tafsīr al-Qurʾān al-ʿaẓīm

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

قوله تعالى : { وَإِنَّكَ لَعَلَىٰ خُلُقٍ عَظِيمٍ } [ 4 ] قال : تأدبتَ بأدب القرآن ، فلم تتجاوز حدوده وهو قوله تعالى : { إِنَّ ٱللَّهَ يَأْمُرُ بِٱلْعَدْلِ وَٱلإحْسَانِ } [ النحل : 90 ] . وقال : { فَبِمَا رَحْمَةٍ مِّنَ ٱللَّهِ لِنتَ لَهُمْ } [ آل عمران : 159 ] ثم قال : إن الغضب والحدة من سكون العبد إلى قوته ، فإذا خرج من سكونه إلى قوته سكن الضعف في نفسه ، فتتولد منه الرحمة واللطف ، وهو التخلق بأخلاق الرب جل جلاله . وقد أوحى الله تعالى إلى داود عليه السلام فقال : " تخلق بأخلاقي فإني أنا الصبور " فمن أوتي الخلق الحسن فقد أوتي أعظم المقامات ، لأن ما دونه من المقامات ارتباط بالعامة ، والخلق الحسن ارتباط بالصفات والنعوت . وسئل سهل يوماً عن الكرامات ، فقال : وما الكرامات ، إن الكرامات شيء ينقضي لوقته ، ولكن أكبر الكرامات أن تبدل خلقاً مذموماً من أخلاقك بخلق محمود .