Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 10, Ayat: 7-10)

Tafsir: Maǧmaʿ al-bayān fī tafsīr al-Qurʾān

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

القراءة : في الشواذ قراءة ابن محيصن ويعقوب أن الحمد لله . الحجة : وهذه القراءة تدل على أن قراءة الجماعة ان الحمد لله إنما هو على أن أن مخففة من الثقيلة كما في قوله : @ في فِتْيَةٍ كَسُيُوفِ الهِنْدِ قَدْ عَلِمُوا أَنْ هالِكٌ كُـــلُّ مَنْ يَحْفى وَيَنْتَعِلُ @@ فيكون على تقدير أنه الحمد لله ولا يجوز أن تكون أن هنا زائدة كما في قولـه : @ وَيَومـــاً تُوافينا بَوَجْهٍ مُقَسَّــمٍ كَأَنْ ظَبْيَةٍ تَعْطُو إلى وَارِفِ السَّلَمِ @@ أي كظبية . اللغة : الغفلة والسهو من النظائر وهو ذهاب المعنى عن النفس ونقيضه اليقظة والدعوى قول يدعى به إلى أمر والتحية التكرمة بالحال الجليلة ولذلك يسمّون الملك التحية قال : @ مِنْ كُلَّ ما نالَ الْفَتى قَدْ نِلْتُهُ إلاَّ التَحِيَّه @@ وهو مأخوذ من قولهم أحياك الله حياة طيبة . المعنى : ثم إنه سبحانه أوعد الغافلين عن الأدلة المتقدمة المكذبين بالمعاد فقال : { إن الذين لا يرجون لقاءنا } أي لقاء جزائنا ومعناه لا يطمعون في ثوابنا وأضافه إلى نفسه تعظيماً له ويحتمل أن يكون المعنى لا يخافون عقابنا كما يكون الرجاء بمعنى الخوف كما في قول الهذلي : @ إذا لَسَعَتْهُ الْنَحْلُ لَمْ يَرْجُ لَسْعَها وخَالَفَها في بَيْتِ نُوبٍ عَواسِلِ @@ جعل سبحانه ملاقاة ما لا يقدر عليه إلا هو ملاقاة له كما جعل إتيان ملائكته إتياناً له في قولـه { هل ينظرون إلا أن يأتيهم الله } [ البقرة : 210 ] تفخيماً للأمر : { ورضوا بالحياة الدنيا } أي متّعوا بها واختاروها فلا يعملون إلا لها ولا يجتهدون إلا لأجلها مع سرعة فنائها ولا يرجون ما وراءها { واطمأنُّوا بها } أي وسكنوا إلى الدنيا بأنفسهم وركنوا إليها بقلوبهم { والذين هم عن آياتنا غافلون } أي ذاهبون عن تأملها فلا يعتبرون بها { أولئك مأواهم النار } أي مستقرُّهم النار : { بما كانوا يكسبون } من المعاصي . ثم وعد سبحانه المؤمنين بعد ما أوعد الكافرين فقال : { إن الذين آمنوا } أي صدَّقوا بالله ورسله { وعملوا الصالحات } أي وأضافوا إلى ذلك الأعمال الصالحة { يهديهم ربهم بإيمانهم } إلى الجنة { تجري من تحتهم الأنهار في جنات النعيم } أي تجري بين أيديهم الأنهار وهم يرونها من علوٍّ كما قال سبحانه { قد جعل ربك تحتك سرياً } [ مريم : 24 ] ومعلوم أنه لم يجعل السري الذي هو الجدول تحتها وهي قاعدة عليه وإنما أراد أنه جعله بين يديها . وقيل : معناه من تحت بساتينهم وأَسِرَّتهم وقصورهم عن الجبائي . وقولـه { بإيمانهم } يعني به جزاء على إيمانهم : { دعواهم فيها } أي دعاء المؤمنين في الجنة وذكرهم فيها أن يقولوا : { سبحانك اللهم } يقولون ذلك لا على وجه العبادة لأنه ليس هناك تكليف بل يلتذُّون بالتسبيح . وقيل : إنهم إذا مرّ بهم الطير في الهواء يشتهونه قالوا سبحانك اللهم فيأتيهم الطير فيقع مشوياً بين أيديهم وإذا قضوا منه الشهوة قالوا : الحمد لله رب العالمين فيطير الطير حيّاً كما كان فيكون مفتتح كلامهم في كل شيء التسبيح ومختتم كلامهم التحميد فيكون التسبيح في الجنة بدل التسمية في الدنيا عن ابن جريج : { وتحيتهم فيها سلام } أي تحيتهم من الله سبحانه في الجنة سلام . وقيل : معناه تحية بعضهم لبعض فيها أو تحية الملائكة لهم فيها سلام يقولون سلام عليك أي : سلمتم من الآفات والمكاره التي ابتلى بها أهل النار وقد ذكرنا معنى قولـه : { وآخر دعواهم أن الحمد لله رب العالمين } وليس المراد أن ذلك يكون آخر كلامهم حتى لا يتكلموا بعده بشئ بل المراد أنهم يجعلون هذا آخر كلامهم في كل ما ذكروه عن الحسن والجبائي .