Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 29, Ayat: 31-35)

Tafsir: Maǧmaʿ al-bayān fī tafsīr al-Qurʾān

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

القراءة : قرأ أهل الكوفة غير عاصم ويعقوب { لَنُنْجِينَّه } خفيفة الجيم ساكنة النون والباقون { لَنُنَجِّيَنَّه } بالتشديد وقرأ ابن كثير وأهل الكوفة غير حفص ويعقوب إنا مُنْجُوك بالتخفيف والباقون بالتشديد وقرأ ابن عامر مُنَزِلّون بالتشديد والباقون مُنْزِلُون بالتخفيف . الحجة : قال أبو علي : حجة من قرأ لَنُنْجِينَّه وإنا مُنْجُوك قوله { فأنجاه الله من النار } [ العنكبوت : 24 ] وحجة من ثقل قوله { ونجَّينا الذين آمنوا } [ فصلت : 18 ] يقال نجا زيد ونجيته وأنجيته مثل فرحته وأفرحته وكذلك قولك نزل إذا عدَّيته قلت نزَّلته وأنزلته . والمعنى : ثم بيَّن سبحانه أنه استجاب دعاء لوط وبعث جبرائيل ومعه الملائكة لتعذيب قومه بقوله { ولما جاءت رسلنا إبراهيم بالبشرى } أي يبشرونه بإسحاق ومن وراء إسحاق يعقوب { قالوا إنا مهلكوا أهل هذه القرية } يعنون قرية قوم لوط ع وإنما قالوا : هذا لأن قريتهم كانت قريبة من قرية قوم إبراهيم { إن أهلها كانوا ظالمين } أي مشركين مرتكبين للفواحش . { قال } إبراهيم { إن فيها لوطاً } فكيف تهلكونها { قالوا } في جوابه { نحن أعلم بمن فيها لننجينه وأهله } أي لنخلصنَّ لوطاً من العذاب بإخراجه منها ولنخلصن أيضاً أهله المؤمنين منهم { إلا امرأته } فإنها تبقى في العذاب لا تنجو منه وذلك قوله { كانت من الغابرين } أي من الباقين في العذاب . { ولما أن جاءت رسلنا لوطاً } أنْ هذه مزيدة { سيء بهم } معناه سيء لوط بالملائكة أي ساءه مجيئهم لما رآهم في أحسن صورة لما كان يعلمه من خبث فعل قومه عن قتادة . وقيل : معناه سيء بقومه لما علم من عظيم البلاء النازل بهم { وضاق بهم ذرعاً } أي ضاق قلبه . وقيل : ضاقت حيلته فيما أراد من حفظهم وصيانتهم عن الجبائي فلما رأى الملائكة حزنه وضيق صدره { قالوا لا تخف } علينا وعليك { ولا تحزن } بما نفعله بقومك . وقيل : لا تخف ولا تحزن علينا فإنا رسل الله لا يقدرون علينا { إنا منجوك وأهلك } من العذاب { إلا امرأتك } الكافرة { كانت من الغابرين } أي الباقين في العذاب . { إنا منزلون على أهل هذه القرية رجزاً } أي عذاباً من السماء { بما كانوا يفسقون } أي يخرجون من طاعة الله إلى معصيتهِ أي جزاء بفسقهم { ولقد تركنا منها أية بينة } أي تركنا من تلك القرية عبرة واضحة ودلالة على قدرتنا . قال قتادة : هي الحجارة التي أمطرت عليهم . وقال ابن عباس : هي آثار منازلهم الخربة وقال مجاهد هي الماء الأسود على وجه الأرض { لقوم يعقلون } ذلك ويبصرونه ويتفكرون فيه ويتّعظون به فيزجرهم ذلك عن الكفر بالله واتخاذ شريك معه في العبادة .