Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 3, Ayat: 155-155)

Tafsir: Maǧmaʿ al-bayān fī tafsīr al-Qurʾān

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

المعنى : ثمّ ذكر الله الذين انهزموا يوم أحد أيضاً فقال { إن الذين تولوا منكم } أي إن الذين ولّوا الدبر على المشركين بأحد منكم أيها المسلمون عن قتادة والربيع ، وقيل هم الذين هربوا إلى المدينة في وقت الـهزيمة عن السدي { يوم التقى الجمعان } جمع المسلمين وسيدّهم رسول الله وجمع المشركين ورئيسهم أبو سفيان { إنما استزلـهم الشيطان } أي طلب زلّتهم عن القتيبي وقيل أزل واستزل بمعنى { ببعض ما كسبوا } من معاصيهم السالفة فلحقهم شؤمها وقيل استزلـهم بمحبتهم للغنيمة مع حرصهم على تبقية الحياة عن الجبائي ، قال وفي ذلك الزجر عما يؤدّي إلى الفتور فيما يلزم من الأمور وقيل استزلـهم بذكر خطايا سلفت لـهم فكرهوا القتل قبل إخلاص التوبة منها والخروج من المظلمة فيها عن الزجاج { ولقد عفا الله عنهم } أعاد تعالى ذكر العفو تأكيداً لطمع المذنبين في العفو ومنعاً لـهم عن اليأس وتحسيناً لظنون المؤمنين { إن الله غفور حليم } قد مرّ معناه وذكر أبو القاسم البلخي أنه لم يبق مع النبي صلى الله عليه وسلم يوم أحد إلا ثلاثة عشر نفساً خمسة من المهاجرين وثمانية من الأنصار فأما المهاجرون فعلي ع وأبو بكر وطلحة وعبد الرحمن بن عوف وسعد بن أبي وقاص وقد اختلف في الجميع إلا في علي ع وطلحة ، وقد روي عن عمر بن الخطاب أنه قال ورأيتني أصعد في الجبل كأني أروى ولم يرجع عثمان من الـهزيمة إلا بعد ثلاث فقال لـه النبي صلى الله عليه وسلم : " لقد ذهبت فيها عريضة " .