Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 30, Ayat: 56-60)

Tafsir: Maǧmaʿ al-bayān fī tafsīr al-Qurʾān

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

القراءة : قرأ أهل الكوفة لا ينفع بالياء والباقون بالتاء وكذلك في حم المؤمن ووافق نافع أهل الكوفة في حم المؤمن . الحجة : قال أبو علي : التأنيث حسن لأن المعذرة اسم مؤنث وأما التذكير فلأن التأنيث غير حقيقي وقد وقع الفصل بين الفعل وفاعله والفصل يحسن التذكير . المعنى : ثم أخبر سبحانه عن علماء المؤمنين في ذلك اليوم فقال : { وقال الذين أوتوا العلم والإيمان } أي آتاهم الله العلم بما نصب لهم من الأدلة الموجبة له فنظروا فيها فحصل لهم العلم فلذلك أضافه إلى نفسه لما كان هو الناصب للأدلة على العلوم والتصديق بالله وبرسوله : { لقد لبثتم } أي مكثتم { في كتاب الله } ومعناه أن لبثكم ثابت في كتاب الله ثبته الله فيه وهو قوله { ومن ورائِهم برزخ إلى يوم يبعثون } [ المؤمنون : 100 ] وهذا كما يقال : إن كل ما يكون فهو في اللوح المحفوظ أي هو مثبت فيه والمراد لقد لبثتم في قبوركم : { إلى يوم البعث } . وقيل : إن الذين أوتوا العلم والإيمان هم الملائكة . وقيل : هم الأنبياء . وقيل : هم المؤمنون . وقيل : إن هذا على التقديم وتقديره وقال الذين أوتوا العلم في كتاب الله وهم الذين يعلمون كتاب الله والإيمان لقد لبثتم إلى يوم البعث . وقال الزجاج : { في كتاب الله } أي في علم الله المثبت في اللوح المحفوظ فهذا يوم البعث الذي كنتم تنكرونه في الدنيا : { ولكنكم كنتم لا تعلمون } وقوعه في الدنيا فلم ينفعكم العلم به الآن . ويدلُّ على هذا المعنى قوله : { فيومئذٍ لا ينفع الذين ظلموا } أنفسهم بالكفر : { معذرتهم } فلا يمكنون من الاعتذار ولو اعتذروا لم يقبل عذرهم { ولا هم يستعتبون } أي لا يطلب منهم الإعتاب والرجوع إلى الحق . { ولقد ضربنا للناس في هذا القرآن من كل مثل } أَي بالَغْنا في البيان للمكلفين في هذا القرآن الذي أنزلناه على نبيِّنا من كل مثل يدعوهم إلى التوحيد والإيمان { ولئن جئتهم بآية } أي معجزة باهرة مما اقترحوها منك : { ليقولن الذين كفروا إن أنتم إلا مبطلون } أي أصحاب أباطيل وهذا أخبار عن عناد القوم وتكذيبهم بالآيات . { كذلك } أي مثل ما طبع الله على قلوب هؤلاء . { يطبع الله على قلوب الذين لا يعلمون } توحيد الله والطبع والختم مُفَسّران في سورة البقرة . { فاصبر } يا محمد على أذى هؤلاء الكفار وإصرارهم على كفرهم : { إن وعد الله حق } بالعذاب والتنكيل لأعدائك والنصر والتأييد لك ولدينك { ولا يستخفنك } أي لا يستفزنك { الذين لا يوقنون } بالبعث والحساب فهم ضالون شاكُّون . وقيل : لا يستخفنَّك أي لا يحملنَّك كفر هؤلاء على الخفة والعجلة لشدة الغضب عليهم لكفرهم بآياتنا فتفعل خلاف ما أمرت به من الصبر والرفق عن الجبائي .