Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 37, Ayat: 21-30)

Tafsir: Maǧmaʿ al-bayān fī tafsīr al-Qurʾān

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

المعنى : ثم أخبر سبحانه عن حالهم أيضاً فقال { هذا يوم الفصل } بين الخلائق والحكم وتمييز الحق من الباطل على وجه يظهر لجميعهم الحال فيه وذلك بأن يدخل المطيع الجنة على وجه الإكرام ويدخل العاصي النار على وجه الإهانة { الذي كنتم } يا معشر الكفار { به تكذّبون } وهذا كلام بعضهم لبعض . وقيل : بل هو كلام الملائكة . ثم حكى سبحانه ما يقوله للملائكة بأن قال { احشروا الذين ظلموا } أنفسهم بارتكاب المعاصي أي اجمعوهم من كل جهة . وقيل : ظلموا أنفسهم بمخالفتهم أمر الله سبحانه وبتكذيبهم الرسل . وقيل : ظلموا الناس { وأزواجهم } أي وأشباههم عن ابن عباس ومجاهد ومثله { وكنتم أزواجاً ثلاثة } [ الواقعة : 7 ] أي أشباهاً وأشكالاً ثلاثة فيكون المعنى أن صاحب الزنى يحشر مع أصحاب الزنى وصاحب الخمر مع أصحاب الخمر إلى غيرهم . وقيل : وأشياعهم من الكفار عن قتادة . وقيل : وأزواجهم المشركات كأنه قال احشروا المشركين والمشركات عن الحسن . وقيل : وأتباعهم على الكفر ونظراؤهم وضرباؤهم . { وما كانوا يعبدون من دون الله فاهدوهم إلى صراط الجحيم } إنما عبَّر عن ذلك بالهداية من حيث كان بدلاً من الهداية إلى الجنة كقوله { فبشّرهم بعذاب أليم } [ التوبة : 34 ] من حيث إن هذه البشارة وقعت لهم بدلاً من البشارة بالنعيم . { وقفوهم } أي قفوا هؤلاء الكفار وأحبسوهم عن دخول النار { إنهم مسؤولون } روى أنس بن مالك مرفوعاً أنهم مسؤولون عما دعوا إليه من البدع . وقيل : مسؤولون عن أعمالهم وخطاياهم عن الضحاك . وقيل : عن قول لا إله إلا الله عن ابن عباس . وقيل : عن ولاية علي بن أبي طالب ع عن أبي سعيد الخدري وعن سعيد بن جبير عن ابن عباس مرفوعاً حدثناه عن الحاكم أبي القاسم الحسكاني بالإسناد يقال : وقفت أنا ووقفت غيري وبعض بني تميم يقول : أوقفت الدابة والدار وأنشد الفراء : @ تَرىَ النَّاسَ ما سِرْنا يَسِيرُونَ خَلْفَنا وَإنْ نَحْــنُ أوْمَـأْنا إلَى النَّاسِ أوْقَفُوا @@ { ما لكم لا تناصرون } أي لا تتناصرون وهذا على وجه التوبيخ والتبكيت أي ما لكم لا ينصر بعضكم بعضاً في دفع العذاب والتقدير ما لكم غير متناصرين . ثم بيَّن سبحانه أنهم لا يقدرون على التناصر فقال { بل هم اليوم مستسلمون } أي منقادون خاضعون ومعنى الاستسلام أن يلقي بيده غير منازع فيما يراد منه { وأقبل بعضهم على بعض يتساءلون } هذا إخبار منه سبحانه أن كل واحد منهم يقبل على صاحبه الذي أغواه فيقول له على وجه التأنيب والتعنيف لِمَ غررتني ويقول ذلك له : لِمَ قبلت منّي . وقيل : يقبل الأتباع على المتبوعين والمتبوعون على الأتباع يتلاومون ويتعاتبون ويتخاصمون . { قالوا إنكم كنتم تأتوننا عن اليمين } أي يقول الكفار لِغُواتهم أنكم كنتم تأتوننا من جهة النصيحة واليمن والبركة ولذلك أقررنا لكم والعرب تتيمن بما جاء من اليمين عن الجبائي . وقيل : معناه كنتم تأتوننا من قبل الدين فتروننا أن الحق والدين ما يضلوننا به واليمين عبارة عن الحق عن الزجاج . وقيل : معناه كنتم تأتوننا من قبل القوة والقدرة فتخدعوننا من أقوى الوجوه ومنه قوله { فراغ إليهم ضرباً باليمين } [ الصافات : 93 ] عن الفراء . { قالوا } في جواب ذلك ليس الأمر كما قلتم { بل لم تكونوا مؤمنين } مصدّقين بالله { وما كان لنا عليكم من سلطان } أي قدرة وقوة فنجبركم على الكفر فلا تسقطوا اللوم عن أنفسكم فإنه لازم لكم ولا حق بكم { بل كنتم قوماً طاغين } أي خارجين عن الحق باغين تجاوزتم الحد إلى أفحش الظلم وأعظم المعاصي .