Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 38, Ayat: 6-10)
Tafsir: Maǧmaʿ al-bayān fī tafsīr al-Qurʾān
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
اللغة : الانطلاق الذهاب بسهولة ومنه طلاقة الوجه والخلق . والاختلاق والفري والافتراء متقارب والارتقاء الصعود من سفل إلى علو درجة درجة قال : @ لَوْ لَمْ يَجِدْ سُلَّماً ما كانَ مُرْتَقِياً وَالْمُرْتَقـى وَالَّـذِي رَقّاهُ سِيّانِ @@ الأسباب جمع سبب والسبب ما يوصل به إلى المطلوب وأسباب السماوات أبوابها قال زهير : @ وَمَنْ هابَ أَسبابَ الْمَنايا يَنَلْنَهُ وَلَــوْ رامَ أَسْبـابَ السَّماءِ بِسُلَّمِ @@ والفرق بين السبب والعلة في عرف المتكلمين أن السبب ما يوجب ذاتاً والعلة ما يوجب صفة . الإعراب : { أن امشوا } أن هذه هي التي تسمى المفسرة بمعنى أي امشوا . قال الزجاج : ويجوز أن يكون تقديره بأن امشوا أي بهذا القول . المعنى : { وانطلق الملأ منهم } هذا تمام الحكاية عن الكفار الذي تقدَّم ذكرهم أي وانطلق الأشراف منهم { أن امشوا } أي يقول بعضهم لبعض امشوا { واصبروا على آلهتكم } يعني أنهم خرجوا من مجلسهم الذي كانوا فيه عند أبي طالب وهم يقولون اثبتوا على عبادة آلهتكم واصبروا على دينكم وتحمّلوا المشاق لاجله . وقيل : إن القائل لذلك عقبة بن أبي معيط { إن هذا } الذي نراه من زيادة أصحاب محمد { لشيء يراد } أي أمر يراد بنا . وقيل : معناه إن هذا فساد في الأرض وعن قريب ينزل به الهلاك ونتخلص منه . وقيل : إن هذا الأمر يراد بنا من زوال نعمة أو نزول شدة لأنهم كانوا يعتقدون في الأصنام أنهم لو تركوا عبادتها أصابهم القحط والشدة . ثم حكى عنهم أيضاً بأنهم قالوا { ما سمعنا بهذا } الذي يدعونا إليه محمد من التوحيد وخلع الأنداد من دون الله { في الملة الآخرة } يعنون في النصرانية لأنها آخر الملل عن ابن عباس قال إن النصارى لا يوحّدون لأنهم يقولون ثالث ثلاثة . وقيل : يعنون ملة قريش أي في ملة زماننا هذا عن مجاهد وقتادة . وقيل : معناه ما سمعنا بأن هذا يكون في آخر الزمان عن الحسن { إن هذا } أي ما هذا الذي يقول محمد { إلا اختلاق } أي تخرص وكذب وافتعال . ثم أنكروا تخصيص الله إياه بالقرآن والنبوة بأن قالوا { أنزل عليه الذكر من بيننا } أي كيف أنزل على محمد القرآن من بيننا وليس بأكبر سنّاً منّا ولا بأعظم شرفاً فقال سبحانه { بل هم في شك من ذكري } أي ليس يحملهم على هذا القول إلا الشك في الذكر الذي أنزلته على رسولي { بل لما يذوقوا عذاب } وهذا تهديد لهم والمعنى أنهم سيذوقونه . ثم أجابهم عن إنكارهم نبوته بقوله { أم عندهم خزائن رحمة ربك } يقول : أبأيديهم مفاتيح النبوة والرسالة فيضعونها حيث شاؤوا أي إنها ليست بأيديهم ولكنها بيد { العزيز } في ملكه { الوهاب } كثير الهبات والعطايا على حسب المصالح فيختار للنبوة من يشاء من عباده ونظيره قوله { ولقد اخترناهم على علم على العالمين } [ الدخان : 32 ] . { أم لهم ملك السماوات والأرض وما بينهما } فيتهيّأ لهم أن يمنعوا الله من مراده { فليرتقوا } أي إن ادَّعوا ذلك فليصعدوا { في الأسباب } أي في أبواب السماء وطرقها عن مجاهد وقتادة . وقيل : الأسباب الحيل أي فليحتالوا في أسباب توصلهم إلى السماوات ليأتوا بالوحي إلى من اختاروا .