Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 4, Ayat: 110-112)
Tafsir: Maǧmaʿ al-bayān fī tafsīr al-Qurʾān
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
اللغة : السوء القبيح الذي يواجه به صاحبه من ساءه يسوءه سوءاً إذا واجهه بقبيح يكرهه ورجل سور من شأنه أن يواجه الناس بالمكارة ، فأما السيئة فهي نقيض الحسنة ، ويجد أصله من الوجدان وهو الإِدراك يقال وجدت الضالة وجدانا إذا أدركتها بعد ذهابك عنها ، ووجدت وجوداً علمت والوجود ضد العدم لأَنه يظهر بالوجود كظهوره بالإِدراك والكسب فعل يجرّ به نفع أو يدفع به ضرّ ولذلك لا يوصف سبحانه به . المعنى : ثُمَّ بيَّن تعالى طريق التلافي والتوبة مما سبق منهم من المعصية فقال : { ومن يعمل سوءاً } أي معصية أو أمراً قبيحاً { أو يظلم نفسه } بارتكاب جريمة ، وقيل : يعمل سوءاً بأن يسرق الدرع أو يظلم نفسه بأن يرمي بها بريئاً . وقيل : المراد بالسوء الشرك وبالظلم ما دون الشرك { ثم يستغفر الله } أي يتوب إليه ويطلب منه المغفرة { يجد الله غفوراً رحيماً } ثم بيَّن الله تعالى أن جريمتهم وإن عظمت فإنها غير مانعة من المغفرة وقبول التوبة إذا استغفروا وتابوا { ومن يكسب إثماً فإنما يكسبه على نفسه } ظاهر المعنى ونظيره لا تكسب كل نفس إلا عليها من عمل صالحاً فلنفسه ومن أساء فعليها { وكان الله عليماً } بكسبه { حكيماً } في عقابه . وقيل : { عليماً } في قضائه فيهم وقيل : { عليماً } بالسارق { حكيماً } في إيجاب القطع عليه . ثم بَيَّنَ أنَّ من ارتكب إثماً ثم قذف به غيره كيف يعظم عقابه فقال : { ومن يكسب خطيئة } أي : يعمل ذنباً على عمد أو غير عمد { أو إثماً } أي ذنباً تعمده ، وقيل : الخطيئة الشرك ، والإِثم ما دون الشرك { ثم يرم به بريئاً } ثم ينسب ذنبه إلى بريء ، وقيل : البريء هو اليهودي الذي طرح عليه الدرع عن الحسن وغيره . وقيل : هو لبيد بن سهل وقد مضى ذكرهما قبل وقولـه : { ثم يرم به بريئاً } اختلف في الضمير الذي هو الهاء في به فقيل يعود إلى الإِثم أي بالإِثم وقيل إلى واحد منهما . وقيل : يعني يكسبه { فقد احتمل بهتاناً } كذباً عظيماً يتحيَّر من عظمه { وإثماً مبيناً } أي ذنباً ظاهراً بيّناً وفي هذه الآيات دلالة على أنه تعالى لا يجوز أن يخلق أفعال خلقه ثم يعذبهم عليها لأَنه إذا كان الخالق لها فهم براء منها ، فلو قيل : إن الكسب مضاف إلى العبد فجوابه أن الكسب لو كان مفهوماً وله معنى لم يخرج العبد بذلك من أن يكون بريئاً لأَنه إذا قيل : إن الله تعالى أوجد الفعل وأحدثه وأوجد الاختيار في القلب والفعل لا يتجزى فقد انتفى عن العبد من جميع جهاته .