Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 4, Ayat: 163-163)

Tafsir: Maǧmaʿ al-bayān fī tafsīr al-Qurʾān

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

القراءة : قرأ حمزة وخلف زُبوراً بضم الزاي حيث وقعت ، والباقون زَبوراً بفتحها . الحجة : زُبوراً يجوز أن يكون جمع زَبور بحذف الزيادة ومثله تُخوم وتَخوم وعُذوب وعَذوب ولا نظير لهذه الثلاثة ويجوز أن يكون جمع زِبْر بمعنى المزبور كقولـهم ضرب الأمير وفسخ اليمين . اللغة : والزَبر أحكام العمل في البئر خاصة . يقال : بئر مزبور أي مطوية بالحجارة . ويقال : ما لفلان زَبْر أي عقل وزُبْرة من الحديد قطعة منه وجمعه زُبُر وزبرت الكتاب أزْبُره زَبْراً وزَبَرته أزْبِره زَبْراً أي كتبته . المعنى : ثم خاطب سبحانه نبيَّه بقولـه : { إنا أوحينا إليك } يا محمد قدَّمه في الذكر وإن تأخرت نبوته لتقدمه في الفضل { كما أوحينا إلى نوح } وقدّم نوحاً لأنه أبو البشر كما قال : { وجعلنا ذريته هم الباقين } [ الصافات : 77 ] وقيل : لأنه كان أطول الأنبياء عمراً وكانت معجزته في نفسه لبث في قومه ألف سنة إلا خمسين عاماً لم يسقط له سنّ ولم تنقص قوته ولم يَشِبْ شعره . وقيل : لأنه لم يبالغ أحد منهم في الدعوة مثل ما بالغ فيها ولم يقاس أحد من قومه ما قاساه وهو أول من عُذبِت أمتُه بسبب أن رَدَّت دعوته { والنبيين من بعده } أي وأوحينا إلى النبيين من بعد نوح . { وأوحينا إلى إبراهيم وإسماعيل وإسحاق ويعقوب } أعاد ذكر هؤلاء بعد ذكر النبيين تعظيماً لأمرهم وتفخيماً لشأنهم { والأسباط } وهم أولاد يعقوب . وقيل : إن الأسباط في ولد إسحاق كالقبائل في ولد إسماعيل وقد بعث منهم عدة رسل كيوسف وداود وسليمان وموسى وعيسى فيجوز أن يكون أراد بالوحي إليهم الوحي إلى الأنبياء منهم كما تقول : أرسلت إلى بني تميم إذا أرسلت إلى وجوههم ولم يصح أن الأسباط الذين هم إخوة يوسف كانوا أنبياء { وعيسى وأيوب ويونس وهارون وسليمان } وقدَّم عيسى على أنبياء كانوا قبله لشدة العناية بأمره لغلو اليهود في الطعن فيه والواو لا يوجب الترتيب { وآتينا داود زبوراً } أي كتاباً يسمى زبوراً واشتهر به كما اشتهر كتاب موسى بالتوراة وكتاب عيسى بالإنجيل . النظم : هذه الآية تتصل بما قبلها من قولـه : { يسئلك أهل الكتاب أن تنزل عليهم كتاباً من السماء } [ النساء : 153 ] وهذا يدل على أنهم قد سألوه ما يدل على نبوته فأخبر سبحانه أنه أرسله كما أرسل من تقدمه من الأنبياء وأظهر على يده المعجزات كما أظهرها على أيديهم . وقيل : إن اليهود لما تلا النبي عليهم تلك الآيات قالوا : ما أنزل الله على بشر من شيء بعد موسى فكذبهم الله بهذه الآيات إذ أخبر أنه قد أنزل على من بعد موسى من الذين سمَّاهم وممن لم يسمهم عن ابن عباس .