Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 4, Ayat: 2-2)

Tafsir: Maǧmaʿ al-bayān fī tafsīr al-Qurʾān

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

اللغة : الحوب الإثم يقال : حاب يحوب حوباً وحيابة ، والإسم الحُوب وروي عن الحسن أنه قرأ حَوباً ذهب إلى المصدر وتَحوَّب فلان من كذا إذا تحرَّج منه ونزلنا بِحَوبة من الأرض أي بموضع سوء والحوبة الحزن ، والتحوّب : التحزن . والحَوباء : الروح . المعنى : لمّا أمر الله سبحانه بالتقوى وصلة الأرحام عَقَّبه بباب آخر من التقوى وهو توفير حقوق اليتامى فقال { وآتوا اليتامى أموالهم } وهذا خطاب لأوصياء اليتامى أي : أعطوهم أموالهم بالإنفاق عليهم في حالة الصغر وبالتسليم إليهم عند البلوغ إذا أونس منهم الرشد ، وسمَّاهم يتامى بعد البلوغ مجاز ، لأن النبي صلى الله عليه وسلم قال : " لا يُتَم بعد احتلام " كما قالوا للنبي صلى الله عليه وسلم يتيم أبي طالب بعد كبره يعنون أنه رَبّاه وكقولـه سبحانه : { وأُلقي السحرة ساجدين } [ الأعراف : 120 ] أي الذين كانوا سحرة { ولا تتبدلوا الخبيث بالطيب } معناه : لا تستبدلوا ما حَرَّمه الله تعالى عليكم من أموال اليتامى بما أحَلّه الله لكم من أموالكم واختلف في صفة التبديل ، فقيل : كان أوصياء اليتامى يأخذون الجيّد من مال اليتيم والرفيع منه ويجعلون مكانه الخسيس والرديء عن إبراهيم النخعي والسدي وسعيد بن المسيب والزهري والربيع والضحاك . وقيل : معناه لا تتبدلوا الخبيث بالطيب بأن تتعجلوا الحرام قبل أن يأتيكم الرزق الحلال الذي قدرّ لكم عن أبي صالح ، ومجاهد وقيل : معناه ما كان أهل الجاهلية يفعلونه من أنهم لم يكونوا يورثون النساء ولا الصغار ، بل يأخذه الكبار عن ابن زيد . وأقوى الوجوه الأول لأنه إنما ذكر عقيب أموال اليتامى فيكون معناه : لا تأخذوا السمين والجيّد من أموالهم ، وتضعوا مكانهما المهزول والرديء فتحفظون عليهم عدد أموالهم ، ومقاديرها ، وتجحفون بهم في صفاتها ومعانيها . وقولـه { ولا تأكلوا أموالهم إلى أموالكم } أي : مع أموالكم ومعناه : ولا تضيفوا أموالهم إلى أموالكم فتأكلوهما جميعاً . ويحتمل أن يكون معناه : ولا تخلطوا الجيّد من أموالهم بالرديء من أموالكم فتأكلوها ، فإن في ذلك إجحافاً وإضراراً بهم فأما إذا لم يكن في ذلك إضرار ، ولا ظلم ، فلا بأس بخلط مال اليتيم بماله فقد روي أنه لما نزلت هذه الآية كرهوا مخالطة اليتامى ، فشقّ ذلك عليهم فشكوا ذلك إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فأنزل الله سبحانه : { ويسألونك عن اليتامى قل إصلاح لهم خير وإن تخالطوهم فإخوانكم في الدين } [ البقرة : 220 ] الآية عن الحسن وهو المروي عن السيدين الباقر ع والصادق ع : { إنه كان حوباً كبيراً } أي إثماً عظيماً .