Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 4, Ayat: 37-37)

Tafsir: Maǧmaʿ al-bayān fī tafsīr al-Qurʾān

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

القراءة : قرأ أهل الكوفة غير عاصم بالبَخَل بفتح الباء والخاء وكذلك في سورة الحديد والباقون بالبخل بالضم . الحجة : قال سيبويه هما لغتان . اللغة : البخل أصله مشقة الإعطاء . وقيل : في معناه أنه منع الواجب لأنه اسم ذم لا يطلق إلاّ على مرتكب الكبيرة . وقيل : هو منع ما لا ينفع منعه ، ولا يضرّ بذله ومثله الشحّ وضدّه الجود ، والأوَّل أليق بالآية لأنه تعالى نفى محبته عمن كان بهذه الصفة . وقال علي بن عيسى معناه منع الإحسان لمشقة الطباع ، ونقيضه الجود ومعناه : بذل الإحسان لانتفاء مشقة الطباع . الإعراب : الذين يحتمل أن يكون موضعه نصباً من وجهين وأن يكون رفعاً من وجهين فأما النصب فعلى أن يكون بدلاً من مَنْ في قولـه لا يحب من كان وعلى الذم أيضاً . وأما الرفع فعلى الاستئناف بالذم على الابتداء ، وتكون الآية الثانية عطفاً عليها ويكون الخبر إن الله لا يظلم ، وعلى البدل من الضمير في فخور . المعنى : { الذين يبخلون } أي يمنعون ما أوجب الله عليهم من الزكوات وغيرها واختاره الجبائي ، وأبو مسلم . وقيل : معناه الذين يبخلون بإظهار ما علموه من صفة النبي صلى الله عليه وسلم عن ابن عباس ومجاهد والسدي وابن زيد { ويأمرون الناس بالبخل } ويأمرون غيرهم بذلك . وقيل : يأمرون الأنصار بترك الإنفاق على رسول الله وعلى أصحابه ، عن ابن عباس . وقيل : يأمرون بكتمان الحق { ويكتمون ما آتاهم الله من فضله } أي ويجحدون ما آتاهم الله من اليسار والثروة اعتذاراً لهم في البخل . وقيل : معناه يكتمون ما عندهم من العلم ببعث النبي ومبعثه ، والأولى أن تكون الآية عامة في كل من يبخل بأداء ما يجب عليه أداؤه ، ويأمرون الناس به ، وعامة في كل من كتم فضلاً آتاه الله تعالى من العالم وغيره . من أنواع النعم التي يجب إظهارها ، ويحرم كتمانها وقد ورد في الحديث : " إذا أنعم الله تعالى على عبد نعمة أحب أن يرى أثرها عليه " { وأعتدنا للكافرين عذابا مهيناً } أعددنا للجاحدين ما أنعم الله عليهم عذاباً يهانون فيه ، ويذلون ، فأضاف الإهانة إلى العذاب إذ كان يحصل به .