Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 4, Ayat: 77-77)
Tafsir: Maǧmaʿ al-bayān fī tafsīr al-Qurʾān
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
القراءة : لا يظلمون بالياء مكي كوفي غير عاصم والباقون بالتاء . الحجة : من قرأ بالياءَ فَلِما تقدَّم من ذكر الغيبة من قولـه : { ألم تر إلى الذين قيل لهم } ومَن قرأ بالتاء فلأنه ضم إليهم في الخطاب المسلمين فغلب الخطاب على الغيبة . الإعراب : { إذا فريق منهم } إذا هذه ظرف مكان وهي بمنزلة الفاء في تعليقه الجملة بالشرط وتُسمّى ظرف المكان كما في قول الشاعر . @ وَكُنْتُ أَرى زَيْداً كَما قِيلَ سَيّداً إِذا أنَّـــهُ عَبْدُ القَفا واللَّهازِمِ @@ فهي في محل النصب بيخشون والكاف في خشية الله في محل النصب للمصدر ، وأشد معطوف عليه ، وخشية منصوب على التمييز ، وهو مما انتصب بعد تمام الاسم للمصدر ، ولولا معناه التحضيض ولا تدخل إلاّ على الفعل . النزول : قال الكلبي : نزلت في عبد الرحمن بن عوف الزهري ، والمقداد بن الأسود الكندي ، وقدامة بن مظعون الجمحي وسعد بن أبي وقاص كانوا يلقون من المشركين أذى شديداً وهم بمكة قبل أن يهاجروا إلى المدينة فيشكون إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم ويقولون : يا رسول الله إئذن لنا في قتال هؤلاء فإنهم قد آذونا ، فلما أمروا بالقتال وبالمسير إلى بدر شقّ على بعضهم فنزلت هذه الآية . المعنى : ثمّ عاد سبحانه إلى ذكر القتال ومن كرهه فقال { ألم تر إلى الذين قيل لهم } وهم بمكة { كفّوا أيديكم } أي امسكوا عن قتال الكفار فإني لم أؤمر بقتالهم { وأقيموا الصلاة وآتوا الزكاة فلما كتب } أي فرض { عليهم القتال } وهم بالمدينة { إذا فريق منهم } أي جماعة منهم { يخشون الناس كخشية الله } أي يخافون القتل من الناس كما يخافون الموت من الله وقيل يخافون الناس أن يقتلوهم كما يخافون الله أن يتوفاهم . وقيل : يخافون عقوبة الناس بالقتل كما يخافون عقوبة الله { أو أشدّ خشية } قيل إنّ أو هنا بمعنى الواو أي وأشد خشية . وقيل : إنّ أو هنا لإيهام الأمر على المخاطب وقد ذكرنا الوجوه في مثل هذا عند ذكر قولـه سبحانه : { أو أشد قسوة } [ البقرة : 74 ] . { وقالوا ربنا لم كتبت علينا القتال } قال الحسن لم يقولوا ذلك كراهية لأمر الله ، ولكن لدخول الخوف عليهم بذلك على ما يكون من طبع البشر ، ويحتمل أن يكونوا قالوا ذلك استفهاماً لا إنكاراً . وقال : إنما قالوا ذلك لأنهم ركنوا إلى الدنيا وآثروا نعيمها وعلى الأقوال كلها فلو لم يقولوا ذلك لكان خيراً لهم { لولا أخرتنا } أي هلاَّ أخرتنا { إلى أجل قريب } وهو إلى أن نموت بآجالنا ثم أعلم الله تعالى أن الدنيا بما فيها من وجوه المنافع قليل فقال { قل } يا محمد لهؤلاء { متاع الدنيا } أي ما يستمتع به من منافع الدنيا { قليل } لا يبقى { والآخرة خير لمن اتقى ولا تظلمون فتيلاً } أي ولا تبخسون هذا القدر فكيف ما زاد عليه ، والفتيل ما تفتله بيدك من الوسخ ثم تلقيه عن ابن عباس ، وقيل : ما في شق النواة لأنه كالخيط المفتول .