Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 41, Ayat: 26-30)
Tafsir: Maǧmaʿ al-bayān fī tafsīr al-Qurʾān
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
اللغة : اللغو الكلام الذي لا معنى له يستفاد وإلغاء الكلمة إسقاط عملها يقال لَغى يَلْغي ويلغو لغواً ولغى يَلْغى لغاً عن اللغاء ورفث التكلم . الإعراب : ذلك مبتدأ وجزاء أعداء الله خبره والنار بدل من قوله جزاء أعداء الله ويجوز أن تكون النار تفسيراً كأنّه . قيل : ما هو فقيل يقول هو النار قال الزّجاج : قوله : لهم فيها دار الخلد أي لهم في النار دار الخلد والنار هي الدار كما تقول لك في هذه الدار دار سرور وأنت تعي الدار بعينها كما قال الشاعر : @ أَخُو رَغائِبِ يُعْطِيها وَيُسْأَلُها يَأْبَى الظُّلامةَ مِنْهُ النَّوْفَلُ الزُّفَرُ @@ فيكون ذلك من باب التجريد وموضع أن لا تخافوا نصب تقديره تتنزل عليهم الملائكة بأن لا تخافوا فلمّا حذف الباء وصل الفعل فنصبه . المعنى : ثم عطف سبحانه على ما تقدم من ذكر الكفار فقال { وقال الذين كفروا } أي قال رؤساؤهم لأتباعهم أو قال بعضهم لبعض يعني كفار قريش { لا تسمعوا لهذا القرآن } الذي يقرؤه محمد ولا تصغوا إليه { والغوا فيه } أي عارضوه باللغو والباطل وبما لا يعتدّ به من الكلام { لعلّكم تغلبون } أي لتغلبوه باللغو والباطل ولا يتمكّن أصحابه من الاستماع . وقيل : الغوا فيه بالتخليط في القول والمكاء والصفير عن مجاهد وقيل : معناه ارفعوا أصواتكم في وجهه بالشعر والرجز عن ابن عباس والسدّي لمّا عجزوا عن معارضة القرآن احتالوا في اللبس على غيرهم وتواصوا بترك استماعه والإلغاء عنه فيه عند قراءته . ثم أوعدهم الله سبحانه فقال { فلنذيقن الذين كفروا عذاباً شديداً } في الدنيا بالأسر والقتل يوم بدر . وقيل : في الآخرة { ولنجزينّهم أسوأ الذي كانوا يعملون } أي نجازيهم بأقبح الجزاء على أقبح معاصيهم وهو الكفر الشرك وخصّ الأسوأ بالذكر للمبالغة في الزجر وقيل : معناه لنجزيّنهم بأسوأ أعمالهم وهي المعاصي دون غيرها ممّا لا يستحق به العذاب . { ذلك } يعني ما تقدّم الوعيد به { جزاء أعداء الله } الذين عادوه بالعصيان والكفر وعادوا أولياءه من الأنبياء والمؤمنين { النار } وهي النار والكون فيها { لهم فيها دار الخلد } أي منزل الدوام والتأبيد { جزآء لهم } وعقوبة { بما كانوا بآياتنا يجحدون } يعني القرآن يجحدون بأنه من عند الله عن مقاتل . { وقال الذين كفروا } أي وسيقول الكفار في النار { ربّنا أرنا اللَّذيّن أضلاّنا من الجنّ والإنس } يعنون إبليس الأبالسة وقابيل بن آدم أوّل من أبدع المعصية روي ذلك عن علي ع . وقيل : المراد بذلك كلّ من أبدع الكفر والضلالة من الجنّ والإنس والمراد باللذين جنس الجنّ والإنس كما في قوله { واللذان يأتيانها منكم } [ النساء : 16 ] { نجعلهما تحت أقدامنا ليكونا من الأسفلين } تمنّوا لشدّة عداوتهم لهم وبغضهم إيّاهم بما أضلّوهم وأغووهم أن يجعلوهم تحت أقدامهم في الدرك الأسفل من النار وقيل : إنّ المراد به ندوسهما ونطاؤهما بأقدامنا إذلالاً لهما ليكونا من الأسفلين الأذلّين . قال ابن عباس ليكونا أشدّ عذاباً منّا . ولمّا ذكر سبحانه وعيد الكفار عقّبه بذكر الوعد للمؤمنين الأبرار فقال { إنّ الذين قالوا ربّنا الله } أي وحّدوا الله تعالى بلسانهم واعترفوا به وصدّقوا أنبياءه { ثمّ استقاموا } أي استمرّوا على أنّ الله ربّهم وحده لم يشركوا به شيئاً عن مجاهد . وقيل : معناه ثم استقاموا على طاعته وأداء فرائضه عن ابن عباس والحسن وقتادة وابن زيد . وقيل : ثمّ استقاموا في أقوالهم . وقيل : ثمّ استقاموا على ما توجبه الربوبية من عبادته عن ابن مسلم وروي عن أنس قال قرأ علينا رسول الله صلى الله عليه وسلم هذه الآية ثمّ قال : " قد قاله ناس ثمّ كفر أكثرهم فمن قالها حتّى يموت فهو ممّن استقام عليها " وروى محمد بن الفضيل قالت سألت أبا الحسن الرضا ع عن الاستقامة فقال هي والله ما أنتم عليه . { تتنزّل عليهم الملآئكة } يعني عند الموت عن مجاهد والسُدّي وروي ذلك عن ابي عبد الله ع . وقيل : تستقبلهم الملائكة إذا خرجوا من قبورهم في الموقف بالبشارة من الله عن الحسن وثابت وقتادة . وقيل : في القيامة عن الجبائي وأبي مسلم . وقيل : إن البشرى تكون في ثلاثة مواطن عند الموت وفي القبر وعند البعث عن وكيع بن الجراح . { ألا تخافوا ولا تحزنوا } أي تقولون لهم لا تخافوا عقاب الله ولا تحزنوا لفوات الثواب . وقيل : لا تخافوا ممّا أمامكم من أمور الآخرة ولا تحزنوا على ما وراءكم وعلى ما خلّفتم من أهل وولد عن عكرمة ومجاهد . وقيل : لا تخافوا ولا تحزنوا على ذنوبكم فإنّي أغفرها لكم عن عطاء بن أبي رباح . وقيل : إنّ الخوف يتناول المستقبل والحزن يتناول الماضي وكان المعنى لا تخافوا فيما يستقبل من الأوقات ولا تحزنوا على ما مضى وهذا نهاية المطلوب { وأبشروا بالجنة التي كنتم توعدون } بها في دار الدنيا على ألسنة الأنبياء .