Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 42, Ayat: 6-10)
Tafsir: Maǧmaʿ al-bayān fī tafsīr al-Qurʾān
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
المعنى : ثمّ أخبر سبحانه عن إمهاله الكفار بعد تقديم الإنذار فقال : { والذين اتّخذوا من دونه أولياء } أي آلهة عبدوها من دون الله يعني كفّار مكّة { الله حفيظ عليهم } أي حافظ عليهم أعمالهم لا يعزب شيء منها عنه ليجازيهم على ذلك كله { وما أنت } يا محمد { عليهم بوكيل } أي وما أنت بمسلّط عليهم لتدخلهم في الإيمان قهراً . وقيل : معناه إنّك لم توكّل بحفظ أعمالهم وإنما بعثت نذيراً لهم داعياً إلى الله مبيّناً سبيل الرشد أي فلا يضيقنّ صدرك بتكذيبهم أياك وفيه تسلية للنبي صلى الله عليه وسلم . { وكذلك أوحينا إليك قرآناً عربيّاً } أي ومثل ما أوحينا إلى من تقدمك من الأنبياء بالكتب التي أنزلناها عليهم بلغة قومهم أوحينا إليك قرآناً بلغة العرب ليفقهوا ما فيه { لتنذر أمّ القرى ومن حولها } أي لتنذر أهل أمّ القرى وهي مكة ومن حولها من سائر الناس وقرى الأرض كلّها { وتنذر يوم الجمع } أي وتنذرهم يوم الجمع وهو يوم القيامة يجمع الله فيه الأوّلين والآخرين وأهل السماوات والأرضين فيوم الجمع مفعول ثان لتنذر وليس بظرف { لا ريب فيه } أي لا شك في كونه . ثم قسم سبحانه أهل يوم الجمع فقال { فريق في الجنة وفريق في السعير } أي فريق منهم في الجنة بطاعتهم وفريق منهم في النار بمعصيتهم . { ولو شاء الله لجعلهم أمّة واحدة } أي ولو شاء الله أن يحملهم على دين واحد وهو الإسلام بأن يلجئهم إليه لفعله ولكنّه لم يفعله لأنه يؤدّي إلى إبطال التكليف والتكليف إنما يثبت مع الاختيار عن الجبائي . وقيل : إنّ معناه ولو شاء الله لسوّى بين الناس في المنزلة بأن يخلقهم في الجنة ولكنّه اختار لهم أعلى الدرجتين وهو استحقاق الثواب { ولكن يدخل من يشاء في رحمته } وهم المؤمنون { والظالمون ما لهم من وليّ } يواليهم { ولا نصير } يمنع عنهم عذاب الله . { أم اتخذوا من دونه أوليآء } أي بل اتّخذ الكافرون من دون الله أولياء من الأصنام والأوثان يوالونهم { فالله هو الوليّ } معناه أنّ المستحق للولاية في الحقيقة هو الله تعالى دون غيره لأنه المالك للنفع والضر { وهو يحيي الموتى } أي يبعثهم للجزاء { وهو على كلّ شيء قدير } من الإحياء والإماتة وغير ذلك . { وما اختلفتم فيه من شيء فحكمه إلى الله } معناه أنّ الذي تختلفون فيه من أمور دينكم ودنياكم وتتنازعون فيه فحكمه إلى الله فإنّه الفاصل بين المحقّ والمبطل فيه فيحكم للمحقَّ بالثواب والمدح وللمبطل بالعقاب والذمّ . وقيل : معناه فبيان الصواب إلى الله بنصب الأدلّة . وقيل : فحكمه إلى الله يوم القيامة فيجازي كلّ أحد بما يستحقّه { ذلكم الله } الذي يحكم بين المختلفين { ربّي } أي هو ربّي { عليه توكّلت } في مهمّاتي { وإليه أنيب } أي إليه أرجع في جميع أموري .