Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 47, Ayat: 31-35)
Tafsir: Maǧmaʿ al-bayān fī tafsīr al-Qurʾān
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
القراءة : قرأ أبو بكر وليبلونكم وما بعده بالياء وهو المروي عن أبي جعفر الباقر ع والباقون بالنون وقرأ يعقوب ونبلو ساكنة الواو . الحجة : قال أبو علي وجه الياء أن قبله والله يعلم أعمالكم واسم الغيبة أقرب إليه من لفظ الجمع فحمل على الأقرب ووجه النون قوله { ولو نشاء لأريناكهم } اللغة : يقال وتره يتره إذا نقصه ومنه الحديث : " فكأنه وتر أهله وماله " وأصله القطع ومنه الترة القطع بالقتل ومنه الوتر المنقطع بانفراده عن غيره . المعنى : ثم أقسم سبحانه فقال { ولنبلونكم } أي نعاملكم معاملة المختبر بما نكلفكم به من الأمور الشاقة { حتى نعلم المجاهدين منكم والصابرين } أي حتى يتميز المجاهدون في سبيل الله من جملتكم والصابرون على الجهاد . وقيل : معناه حتى يعلم أولياؤنا المجاهدين منكم وإضافة إلى نفسه تعظيماً لهم وتشريفاً كما قال { إن الذين يؤذون الله ورسوله } [ الأحزاب : 57 ] أي يؤذون أولياء الله . وقيل : معناه حتى نعلم جهادكم موجوداً لأن الغرض أن تفعلوا الجهاد فيثيبكم على ذلك { ونبلوا أخباركم } أي نختبر أسراركم بما تستقبلونه من أفعالكم . { إن الذين كفروا وصدوا عن سبيل الله } أي امتنعوا عن اتباع دين الله ومنعوا غيرهم من اتباعه تارة وبالإغواء أخرى { وشاقّوا الرسول } أي عاندوه وعادوه { من بعد ما تبين لهم الهدى } أي من بعد ما ظهر لهم أنه الحق وعرفوا أنه رسول الله صلى الله عليه وسلم { لن يضروا الله } بذلك { شيئاً } وإنما ضرّوا أنفسهم { وسيحبط } الله { أعمالهم } فلا يرون لها في الآخرة ثواب وفي هذه الآية دلالة على أن هؤلاء الكفار كانوا قد تبين لهم الهدى فارتدوا عنه فلم يقبلوه عناداً وهم المنافقون . وقيل : إنهم أهل الكتاب ظهر لهم أمر النبي صلى الله عليه وسلم فلم يقبلوه . وقيل : هم رؤساء الضلالة جحدوا الهدى طلباً للجاه والرياسة لأن العناد يضاف إلى الخواص . { يا أيها الذين آمنوا أطيعوا الله } بتوحيده { وأطيعوا الرسول } بتصديقه . وقيل : أطيعوا الله في حرمة الرسول وأطيعوا الرسول في تعظيم أمر الله { ولا تبطلوا أعمالكم } بالشك والنفاق عن عطاء . وقيل : بالرياء والسمعة عن الكلبي . وقيل : بالمعاصي والكبائر عن الحسن . { إن الذين كفروا وصدوا عن سبيل الله } مضى معناه { ثم ماتوا وهم كفار } أي أصروا على الكفر حتى ماتوا على كفرهم { فلن يغفر الله لهم } أبداً لأن لفظ لن للتأبيد . { فلا تهنوا } أي فلا تتوانوا ولا تضعفوا عن القتال { وتدعوا إلى السلم } أي ولا تدعوا الكفار إلى المسالمة والمصالحة { وأنتم الأعلون } أي وأنتم القاهرون الغالبون عن مجاهد . وقيل : إن الواو للحال أي لا تدعوهم إلى الصلح في الحال التي تكون الغلبة لكم فيها . وقيل : إن ابتداء إخبار من الله عن حال المؤمنين أنهم الأعلون يداً ومنزلة آخر الأمر وإن غلبوا في بعض الأحوال { والله معكم } أي بالنصرة على عدوكم { ولن يتركم أعمالكم } أي لن يقصكم شيئاً من ثوابها بل يثيبكم عليها ويزيدكم من فضله عن مجاهد . وقيل : معناه لن يظلمكم عن ابن عباس وقتادة وابن زيد .