Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 54, Ayat: 32-42)
Tafsir: Maǧmaʿ al-bayān fī tafsīr al-Qurʾān
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
الإعراب : سحر إذا كان نكرة يراد به سحر من الأسحار يقال رأيت زيداً سحراً من الأسحار فإذا أردت سحر يومك قلت أتيته بسحرَ وأتيته سحرَ وقوله { نعمة } مفعول له وقوله { بكرة } ظرف زمان فإذا كان معرفة بأن تريد بكرة يومك تقول أتيته بكرةَ وغدوةَ لم تصرفهما فبكرة هنا نكرة . المعنى : ثم أقسم سبحانه فقال { ولقد يسرنا القرآن للذكر فهل من مدَّكر } قال قتادة أي فهل من طالب علم يتعلم { كذبت قوم لوط بالنذر } أي بالإِنذار . وقيل : بالرسل على ما فسّرناه { إنا أرسلنا عليهم حاصباً } أي ريحاً حصبتهم أي رمتهم بالحجارة والحصباء قال ابن عباس يريد ما حصبوا به من السماء من الحجارة في الريح قال الفرزدق : @ مُسْتَقْبِلِينَ شِمال الشَّامِ تَضْرِبُنا بِحاصِــبٍ كَنَدِيفِ الْقُطْنِ مَنْثُورِ @@ ثم استثنى آل لوط فقال { إلا آل لوط نجيناهم } أي خلصناهم { بسحر } من ذلك العذاب الذي أصاب قومه { نعمة من عندنا } أي إنعاماً فيكون مفعولاً له ويجوز أن يكون مصدراً وتقديره أنعمنا عليهم بذلك نعمة { كذلك } أي كما أنعمنا عليهم { نجزي من شكر } قال مقاتل يريد من وحد الله تعالى لم يعذب مع المشركين . { ولقد أنذرهم } لوط { بطشتنا } أي أخذنا إياهم بالعذاب { فتماروا بالنذر } أي تدافعوا بالإِنذار على وجه الجدال بالباطل . وقيل : معناه فشكوا ولم يصدقوه وقالوا كيف يهلكنا وهو واحد منا وهو تفاعلوا من المرية . { ولقد راودوه عن ضيفه } أي طلبوا منه أن يسّلم إليهم أضيافه { فطمسنا أعينهم } أي محوناها والمعنى عميت أبصارهم عن الحسن وقتادة . وقيل : معناه أزلنا تخطيط وجوههم حتى صارت ممسوحة لا يرى أثر عين وذلك أن جبرائيل ع صفق أعينهم بجناحه صفقة فاذهبها والقصة مذكورة فيما مضى وتم الكلام . ثم قال { فذوقوا عذابي ونذر } أي فقلنا لقوم لوط لما أرسلنا عليهم العذاب ذوقوا عذابي ونذري { ولقد صبحهم بكرة عذاب مستقر } أي أتاهم صباحاً عذاب نازل بهم حتى هلكوا جميعاً { فذوقوا عذابي ونذر } ووجه التكرار أن الأول عند الطمس والثاني عند الائتفاك فكلما تجدد العذاب تجدد التقريع . { ولقد يسرنا القرآن للذكر فهل من مدكر } مر معناه { ولقد جآء آل فرعون } النذر أي متابعي فرعون بالقرابة والدين { النذر } أي الإِنذار . وقيل : هو جمع نذير يعني الآيات التي أنذرهم بها موسى { كذبوا بآياتنا كلها } وهي الآيات التسع التي جاءهم بها موسى . وقيل : بجميع الآيات لأن التكذيب بالبعض تكذيب بالكل { فأخذناهم } بالعذاب { أخذ عزيز } أي قادر لا يمتنع عليه شيء فيما يريد { مقتدر } على ما يشاء .