Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 77, Ayat: 41-50)
Tafsir: Maǧmaʿ al-bayān fī tafsīr al-Qurʾān
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
المعنى : ثم ذكر سبحانه المؤمنين فقال { إن المتقين } الذين اتقوا الشرك والفواحش { في ظلال } من أشجار الجنة { وعيون } جارية بين أيديهم في غير أخدود لأن ذلك أمتع لهم بما يرونه من حسن مياهها وصفائها . وقيل : عيون أي ينابيع بما يجري خلال الأشجار { وفواكه } جمع فاكهة وهي ثمار الأشجار { مما يشتهون } أي من جنس ما يشتهونه والشهوة معنى في القلب إذا صادف المشتهى كان لذة وضدّها النفار . ثم يقال لهم { كلوا واشربوا } صورته صورة الأمر والمراد الإباحة . وقيل : إنه أمر على الحقيقة وهو سبحانه يريد منهم الأكل والشرب في الجنة فإنهم إذا أعملوا ذلك ازداد سرورهم فلا يكون إرادته لذلك عبثاً { هنيئاً بما كنتم تعملون } في دار الدنيا أي خالصاً من التكدير والهنيء النفع الخالص من شائب الأذى . وقيل : هو الأذى الذي لا أذى يتبعه . { إنا كذلك نجزي المحسنين } هذا ابتداء الإخبار من الله تعالى ويقال لهم ذلك أيضاً { ويل يومئذٍ للمكذبين } بهذا الوعد . ثم عاد الكلام إلى ذكر المكذبين فقال سبحانه { كلوا } أي يقال لهم كلوا { وتمتعوا } في الدنيا { قليلاً } أي تمتعاً قليلاً أو زماناً قليلاً فإن الموت كائن لا محالة { إنكم مجرمون } أي مشركون مستحقون للعقاب { ويل يومئذٍ للمكذبين } بهذا الوعيد . { وإذا قيل لهم اركعوا } أي صلّوا { لا يركعون } أي لا يصلون . قال مقاتل : نزلت في ثقيف حين أمرهم رسول الله بالصلاة فقالوا : لا ننحني والرواية لا نحني فإن ذلك سبَّة علينا فقال صلى الله عليه وسلم : " لا خير في دين ليس فيه ركوع وسجود " وقيل : إن المراد بذلك يوم القيامة حين يدعون إلى السجود فلا يستطيعون عن ابن عباس { ويل يومئذٍ للمكذبين } بوجوب الصلاة والعبادات { فبأي حديث بعده يؤمنون } أي فبأي كتاب بعد القرآن يصدقون ولم يصدقوا به مع إعجازه وحسن نظمه فإن من لم يؤمن به مع ما فيه من الحجة الظاهرة والآية الباهرة لا يؤمن بغيره .