Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 8, Ayat: 29-29)

Tafsir: Maǧmaʿ al-bayān fī tafsīr al-Qurʾān

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

المعنى : { يا أيها الذين آمنوا } أي يا أيها المؤمنون { إن تتقوا الله } أي إن تتقوا عقاب الله باتقاء معاصيه وأداء فرائضه { يجعل لكم فرقاناً } أي هداية ونوراً في قلوبكم تفرّقون بها بين الحق والباطل عن ابن جريج وابن زيد وقيل معناه يجعل لكم مخرجاً في الدنيا والآخرة عن مجاهد . وقيل : يجعل لكم نجاة عن السدي . وقيل : يجعل لكم فتحاً ونصراً كما قال { يوم الفرقان يوم التقى الجمعان } [ الأنفال : 41 ] عن الفراء . وقيل : يجعل لكم عِزّاً في الدنيا وثواباً في الآخرة وعقوبة وخذلاناً لأعدائكم وذلاً وعقاباً كل ذلك يفرّق بينكم وبينهم في الدنيا والآخرة عن الجبائي . { ويكفّر عنكم سيئاتكم } التي عملتموها { ويغفر لكم } ذنوبكم { والله ذو الفضل العظيم } على خلقه بما أنعم عليهم من أنواع النعم فإذا ابتدأهم بالفضل العظيم من غير استحقاق كرماً منه وجوداً فإنه لا يمنعهم ما استحقّوه بطاعاتهم له . وقيل : معناه إذا ابتدأ بنعيم الدنيا من غير استحقاق فعليه إتمام ذلك بنعيم الآخرة باستحقاق وغير استحقاق . النظم : قيل : اتصلت الآية بأول السورة من الأمر بالجهاد وتقديره أن تتقوا الله ولم تخالفوه فيما أمركم به من الجهاد يجعل لكم فرقاناً . وقيل : إنه لما أمر بالطاعة وترك الخيانة بيَّن بعده ما أعدَّه لمن امتثل أمره في الدنيا والآخرة .