Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 1, Ayat: 3-3)

Tafsir: Ḥaqāʾiq at-tafsīr

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

بالإشراف على أسرار أوليائه والتجلى لأرواح أنبيائه والرحيم بالعطف على أنفس الخلائق برهم وفاجرهم يبسط معايشهم فى الدنيا . وقيل : الرحمن خاص الاسم خاص الفعل والرحيم عام الاسم عام الفعل . وقيل : الرحمن بالنعمة والرحيم بالعصمة . وقيل : الرحمن بالتجلى والرحيم بالتولى . وقيل : الرحمن بكشف الأنوار والرحيم لحفظ ودائع الأسرار . وقيل : الرحمن بذاته والرحيم فى نعوته وصفاته وجل الحق أن يدرك حقيقة أساميه أحد ؛ لأن أسماءه بلا علة ، وإنما يظهر للخلق نصيبهم من الأسامى لا حقيقة حقه فمن ظن أنه يفسر أساميه على حقيقة حقه فقد ضل ضلالاً بعيدًا ؛ لأنه أظهر الأسامى للإثبات رحمة لخلقه لا إشرافًا على صفاته ونعوته قال الله تعالى { وَلاَ يُحِيطُونَ بِهِ عِلْماً } [ طه : 110 ] وكيف يدرك شئ من صفات من الجهات لا يضمنه والسمات لا يأخذه والأوقات لا تداوله ومصنوعةٌ لا تجاوله والترجمة لا تجليه والآداب لا تؤدبه والإشارات لا تدانيه ، لم تلتبس به حالٌ ولا ينازعه باك ، لا الصفات أوجدته ولا الأسامى زينته ، بل هو موجد كل موجود وخالق كل موصوف - جل وتعالى - . سمعت منصورًا بإسناده يقول عن جعفر قال : الرحمن الذى يرزق الخلق ظاهرًا وباطناً ، فرزق الظاهر الأقوات من المأكولات والمشروبات والعوافى ، والباطن العقل والمعرفة والفهم وما ركب فيه من أنواع البدائع كالسمع والبصر والشم والذوق واللمس والهمة والظن .