Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 10, Ayat: 12-12)

Tafsir: Ḥaqāʾiq at-tafsīr

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

قوله تعالى : { وَإِذَا مَسَّ ٱلإِنسَانَ ٱلضُّرُّ دَعَانَا لِجَنبِهِ أَوْ قَاعِداً أَوْ قَآئِماً } [ الآية : 12 ] . قال أبو حفص : الدعاء باب الله الأعظم وهو سلاح المؤمن عند النوائب . وقال : الدعاء الذى فيه الإجابة هو أن لا ترى حيلة بعقل ولا بعلم . وقال سهل : الدعاء هو التبرى مما سوى الله . وقال أبو حفص : يرجع العبد إلى ربه بالحقيقة عند الفاقات ونزول المصائب والمحن ، ولو رجع إليه فى أيام الرفاهية لأكرم فى وقت نزول المصائب بالرضاء ، ولكنه لما لم يكن له فى أوقات الرفاهية رجوع إليه ردَّه فى حال المصائب والضروريات إلى الدعاء واللجأ وهذا أيضًا مقام جليل ، فتح باب الدعاء على العبد عند نزول البلاء ، والمحروم من يرجع فيما يترك به من المصائب والضروريات إلى العبيد ، ويقطع قلبه عن ربه ، فمصيبته فى إعراضه عن ربه أكثر من مصيبته بنزول البلاء عليه . قال بعضهم : الخلق مجبورون تحت قسيمته ، مقهورون فى خلقته ألا ترى إذا ضاقت القلوب واشتدت عليهم الأمور كيف يرجعون إلى الملك الغفور . ودعاء أهل الحقائق فيما بلغنى عن بعضهم أنه كان يقول : يا من حجبنى بالدعاء احجبنى عن موضع رؤية الدعاء . وسمعت جدى يقول : الدعاء على العبادة خيانة ، وعلى حد اليقين نجاة وعبادة ، كما روى عن النبى صلى الله عليه وسلم أنه قال : " الدعاء هو العبادة " ولكن للدعاء أوقات وآداب وشروط : فمن يطالب نفسه بأوقات الدعاء وأدبه وشروطه كان محرومًا فيه ، وآداب الدعاء وشرائطه ما روى عن النبى صلى الله عليه وسلم أنه قال : " ادعوا الله وأنتم موقنون بالإجابة " واعلموا أن الله لا يستجيب الدعاء من قلب غافل لاهٍ .