Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 10, Ayat: 22-22)
Tafsir: Ḥaqāʾiq at-tafsīr
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
قوله تعالى : { هُوَ ٱلَّذِي يُسَيِّرُكُمْ فِي ٱلْبَرِّ وَٱلْبَحْرِ } [ الآية : 22 ] . قال ابن عطاء : سيَّر الأولياء بقلوبهم وسيَّر الأعداء بنفوسهم . ومعنى البر : اللسان ، ومعنى البحر القلب . وقيل : ليسيركم فى برارى الشوق وبحار القربة ، حتى إذا كنتم فى الفلك يعنى : فى القبضة والأسر وهبَّت رياح الكرم على المريدين الذين هم فى الطريق ، وفرحوا بما تلحقهم من العناية والرعاية جاءتها ريح عاصف أتت عليهم من موارد القدرة ما أفناهم عن صفاتهم وحيرهم فى طريقهم ، وجاءتهم أمواج القهر وقهرهم عما بهم وظنوا أنهم أحيط بهم توهموا أنهم من الهلكى فى الأمواج ، وهم المطهرون الأخيار ، دعوا الله مخلصين له الدين تركوا ما لهم وبهم وعليهم من الاختيار والتدبير ورجعوا إلى حد التفويض والتسليم فنجوا . وقال بعضهم : سيَّر العباد والزهاد بالأنفس فى البر وهو الدرجات والمنازل ، وسيَّر العارفين بالقلوب فى البحار وفيها الأمواج والأخطار ، ولكن سير شهر فى يوم . قال بعضهم : { هُوَ ٱلَّذِي يُسَيِّرُكُمْ فِي ٱلْبَرِّ } هو الصفات ، وفى البحر هو الاستغراق فى الذات . قال بعضهم : يسيركم فى البر الاستدلالات بالوسائط ، والبحر غلبات الحق بلا واسطة . قوله تعالى : { دَعَوُاْ ٱللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ ٱلدِّينَ } . قال النورى : المخلص فى دعائه من لا يصحبه من نفسه شىء سوى رؤية من يدعوه . وقال الجنيد رحمة الله عليه : الإخلاص ما أريد الله به أى عمل كان . وقال رويم : الإخلاص ارتفاع رؤيتك من الفعل . قال ابن عطاء : الإخلاص ما خلص من الآفات . قال حارث : الإخلاص إخراج الخلق من معاملة الله . قال ذو النون : الإخلاص ما حفظ من العدوان يفسده . وسألت أبا عثمان المغربى عن الإخلاص فقال : الإخلاص ما لا يكون للنفس فيه حظ بحال ، وهذا إخلاص العوام وإخلاص الخواص ما يجرى عليهم لا بهم ، فتبدو الطاعات وهم عنها بمعزل ، ولا يقع لهم عليها رؤية ولا بها اعتداء ، فذلك إخلاص الخواص . قال أبو يعقوب السوسى : الخالص من الأعمال ما لم يعلم به ملك فيكتبه ولا عدو فيفسده ولا تعجب به النفس .