Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 108, Ayat: 1-3)

Tafsir: Ḥaqāʾiq at-tafsīr

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

قوله تعالى : { إِنَّآ أَعْطَيْنَاكَ ٱلْكَوْثَرَ } [ الآية : 1 ] . قال الصادق فى قوله : { إِنَّآ أَعْطَيْنَاكَ ٱلْكَوْثَرَ } قال : نور فى قلبك دلك علىَّ ، وقطعك عما سواى . قال أيضاً : الشفاعة لأمتك . وقال بعضهم : { أَعْطَيْنَاكَ } معجزة أكثرت بها أهل الإجابة لدعوتك . وقال ابن عطاء : الرسالة والنبوة . وقال ابن عطاء معرفة بربوبيتى ، وانفراد بوحدانيتى وقدرتى ، ومشيئتى . وقال سهل : الحوض ، تسقى من شئت بإذنى وتمنع من شئت بإذنى . وقال القاسم فى قوله : { إِنَّ شَانِئَكَ هُوَ ٱلأَبْتَرُ } [ الآية : 3 ] . أى : متعطل منقطعٌ عن خيرات الدارين أجمع . وقال أبو سعيد القرشى : لما نزلت على النبى صلى الله عليه وسلم : { أُولَـٰئِكَ ٱلَّذِينَ يَدْعُونَ يَبْتَغُونَ إِلَىٰ رَبِّهِمُ ٱلْوَسِيلَةَ أَيُّهُمْ أَقْرَبُ } [ الإسراء : 57 ] قال النبى صلى الله عليه وسلم : " يا رب اتخذت إبراهيم خليلاً ، وموسى كليمًا فبماذا خصصتنى فأنزل الله تعالى : { أَلَمْ نَشْرَحْ لَكَ صَدْرَكَ } فلم يكتف بذلك فأنزل الله : { أَلَمْ يَجِدْكَ يَتِيماً فَآوَىٰ } فلم يكتف بذلك ، وحوّله أن لا يكتفى لأن السكون إلى الحال سبب قطع المزيد فأنزل الله : { إِنَّآ أَعْطَيْنَاكَ ٱلْكَوْثَرَ } فلم يكتف بذلك حتى بلغنا أن جبريل صلى الله عليه وسلم قال : إن الله تعالى يقرئك السلام وقال : إن كنت اتخذت إبراهيم خليلاً ، وموسى كليمًا فقد اتخذتك حبيبًا ، وعزتى لأختار حبيبى على خليلى وكليمى فسكن " ، وهذا أجل من الرضا لأن هذه الدَّالة ، والمجادلة لأن الرضا للحبيب ، والواله والانبساط للخليل ، ألا ترى إلى قصة إبراهيم صلوات الله عليه وحاله البشرى يجادلنا وهو على الانبساط .