Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 11, Ayat: 88-88)

Tafsir: Ḥaqāʾiq at-tafsīr

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

قوله تعالى : { وَمَآ أُرِيدُ أَنْ أُخَالِفَكُمْ إِلَىٰ مَآ أَنْهَاكُمْ عَنْهُ } [ الآية : 88 ] . قال أبو عثمان : ليس بواعظ من كان واعظًا بلسانه دون عمله ، وليس بحكيم من لم تكن أفعاله أفعال الحكماء ، وإنما الحكيم من يكون حكيمًا فى نطقه ، حكيمًا فى فعله ، حكيمًا فى جميع أحواله ، وإلا فإنه يقال : ناطق بالحكمة . وقيل : إن الله عز وجل أوحى إلى عيسى صلى الله عليه وسلم يا عيسى عظ نفسك ، فإن اتعظت ، وإلا فاستحى منى . قوله تعالى : { إِنْ أُرِيدُ إِلاَّ ٱلإِصْلاَحَ مَا ٱسْتَطَعْتُ } [ الآية : 88 ] . قيل فيه : مرادى صلاحكم إن ساعدكم التوفيق ، ولا أستطيع أنا ذلك لكم إلا بمعونة من الله لى عليه . قوله تعالى : { وَمَا تَوْفِيقِيۤ إِلاَّ بِٱللَّهِ } [ الآية : 88 ] . قال النهرجورىّ : التوفيق حسن عناية سيق إلى العبد ليس فيه سبب ولا منة إليه طلب . قال بعضهم : التوفيق هو الدليل الذى يدل على سبيل الحق ، ويبعد عن نهج الباطل ، وسلوكه ، وهو أن يوصل إلى العبد ما جرى له فيه من العناية فى الأزل . قوله تعالى : { عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ وَإِلَيْهِ أُنِيبُ } [ الآية : 88 ] . قال الجنيد رحمة الله عليه : التوكل أن لا يظهر فيك انزعاج إلى الأسباب مع شدة الفاقة ، ولا نزول عن حقيقة الشكور إلى الحق . مع وقوفك عليها . قال بعضهم : التوكل : ترك رؤية التوكل وإسقاط رؤية الوسائط ، والتعلق بأعلى الوثائق . قال إبراهيم بن أدهم رحمه الله : التوكل : أن تستوى عندك أفخاذ السباع ، والمتكأ على الجشايا . قال ابن عطاء فى قوله : { وَإِلَيْهِ أُنِيبُ } : قال إليه أرجع عن جميع ما لى وعلىَّ ، وأن لا أعتمد سواه . قال بعضهم : الإنابة : هى الرجوع عن جميع ما له ، ثم إذا صح له هذا يكون مرجعه منه إليه ، فبقى مستهلكًا فى مشاهدة المرجوع ، فلا يكون له رجوع ولا ثبوت .