Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 15, Ayat: 29-29)
Tafsir: Ḥaqāʾiq at-tafsīr
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
قال أبو عثمان : فإذا خصصته بإظهار النعت عليه من خصائص الروح ، وبيان التوبة فدعوا مجادلتهم وارجعوا إلى حد القهر ، والتعبد فى السجود له . قال الواسطى : لما نفخ الروح فى آدم جعل معرفتها معرفة الحق إياها ، وعلمها علم الحق بها ، ومرادها مراده إياها على محابها . قال بعضهم : أبصرت الملائكة من آدم هيكله وشخصه ، ولم يشاهدوا إضافة الروح إليه ، واختصاص الخلقة به ، واستقامة التوبة وتعليم الأسماء والإشراف على الغيب فنكلوا عن السجود فلما أظهر الحق تعالى بهذه الخصائص عليه ، سجدوا وقالوا : سبحانك أنت تخص من تشاء من عبادك بخصائص الولاية ، وتنعته بنعوت الربانية ، وتجذبه إلى بساط القربة وأنت الفعال لما تريد . قال الواسطى : الفرق بين روح آدم ، وبين الأشياء تسوية الخلقة ، وتخصيص الإضافة فقربت من الله تعالى ، وعرفته ، ومكنتها من حكمه فغيبت ، ورجعت إليه بالإشارة ، وقطعت عنه العبادة وذلك كله من عز الفخر إذا لم يلبسها ذل القهر زينها بخلقه فتخلقت بخلقه وتأدبت بصفته ، وكانت به تنطق ، وبإشارته تعقل وهذا تفسير قوله { فَإِذَا سَوَّيْتُهُ } .