Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 16, Ayat: 125-125)

Tafsir: Ḥaqāʾiq at-tafsīr

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

قوله عز وجل : { ٱدْعُ إِلَىٰ سَبِيلِ رَبِّكَ بِٱلْحِكْمَةِ وَٱلْمَوْعِظَةِ ٱلْحَسَنَةِ } [ الآية : 125 ] . حدثنا على بن الحسن الحافظ ، حدثنا أحمد بن الحسين دبيس المقرى ، حدثنا أحمد ابن زياد ، حدثنا أسود بن سالم ، حدثنى عبد الرحمن بن يزيد الزراد ، حدثنا محمد بن عجلان عن نافع عن ابن عمر رضى الله عنهما عن النبى صلى الله عليه وسلم قال : أُمِرنَا معاشرَ الأنبياءِ أن نكلم الناس على قدر عقولهم . قال بعضهم : خاطب كلا على قدره والموعظة الحسنة فيها ترغيب وترهيب . وقيل : الموعظة الحسنة ما اتعظت بها أولاً ثم أمرت . سئل بعضهم : لم قدم الله تعالى الحكمة ؟ فقال : لأن الحكمة إصابة القول باللسان ، وإصابة الفكرة بالجنَان وإصابة الحركة بالأركان وأن تكلم بكلام بحكمة ، وأن تفكر بفكر بحكمة . قال جعفر : الدعوة بالحكمة أن يدعوه من الله إلى الله بالله ، والموعظة الحسنة أن يرى الخلق فى أسر القدرة فيشكر من أجاب ويعذر من أبَى . سمعت عبد الله الرازى يقول : سمعت أبا عثمان يقول : لا يكون الرجل حكيمًا حتى يكون حكيمًا فى أفعاله ، حكيمًا فى أقواله ، حكيمًا فى أحواله ، فإنه يقال له ناطق بالحكمة ، ولا يقال له حكيمًا . قوله عز وجل : { وَجَادِلْهُم بِٱلَّتِي هِيَ أَحْسَنُ } [ الآية : 125 ] . قال هى التى ليس فيها من حظوظ النفس شىء ، ولا ترى أنه الممتنع من قبول الموعظة فتغضب عليه ، إن ربك هو أعلم بمن ضلّ عن سبيله : فلا ينجع فيه قولك : { وَهُوَ أَعْلَمُ بِٱلْمُهْتَدِينَ } الموفقين الذين شرحت صدورهم بقبول ما أثبت به .