Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 17, Ayat: 1-1)

Tafsir: Ḥaqāʾiq at-tafsīr

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

قوله عز وجل : { سُبْحَانَ ٱلَّذِي أَسْرَىٰ بِعَبْدِهِ لَيْلاً مِّنَ ٱلْمَسْجِدِ ٱلْحَرَامِ إِلَىٰ ٱلْمَسْجِدِ ٱلأَقْصَى } [ الآية : 1 ] . قال الواسطى : نزه نفسه ، أن يكون لأحد فى تسيير نبيه عليه السلام حركة أو حظرة فيكون شريكًا فى الإسراء ، والتسيير . قال أبو يزيد : نزه عما أبدا ولا تعرفه بما أخفى . وقال ابن عطاء : طهر مكان القربة وموقف الدنو عن أن يكون فيه تأثير لمخلوق بحالٍ ، فسار بنفسه وسرا بروحه ، وسبر بسره فلا السرُّ علم ما فيه الروح ، ولا الروح علم ما يشاهد السرَّ ، ولا النفس عندها شىء من خيرها وما هُما فيه ، وكل واقف مع حده متلقٍ عنه بلا واسطة ولا بقاء بشرية ، بل حق تحقق بعبده فحققه وأقامه حيث لا مقام ، وخاطبه وأوحا إليه جلّ ربنا وتعالى . ذُكر أن رجلاً جاء إلى جعفر بن محمد وقال : صف إلىَّ المعراج : فقال : كيف أحدق لك مقامًا لم يسمع فيه جبريل صلوات الله وسلامه عليه مع عظم مقامة . سمعت النصرآباذى يقول : أسقط الأعمال والاعتراضات عن المعراج بقوله : أسرى : ولم يقل سُرى لأن القدرة تحمل كل شىء . قوله عز وجل : { ٱلَّذِي بَارَكْنَا حَوْلَهُ لِنُرِيَهُ مِنْ آيَاتِنَآ } [ الآية : 1 ] . قال بعضهم : قال الله تعالى لإبراهيم : { وَكَذَلِكَ نُرِيۤ إِبْرَاهِيمَ مَلَكُوتَ ٱلسَّمَاوَاتِ وَٱلأَرْضِ } [ الآنعام : 75 ] وقال لمحمد عليه السلام { لِنُرِيَكَ مِنْ آيَاتِنَا } [ طه : 23 ] فغمض عينه عن الآيات شغلاً منه بالحق ولم يلتفت إلى شىء من الآيات والكرامات فقيل له : { إِنَّكَ لَعَلَىٰ خُلُقٍ عَظِيمٍ } [ القلم : 4 ] حديث لم يشغلك ما لنا عنَّا .