Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 17, Ayat: 70-70)

Tafsir: Ḥaqāʾiq at-tafsīr

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

قوله تعالى : { وَلَقَدْ كَرَّمْنَا بَنِي ءَادَمَ } [ الآية : 70 ] . قال ابن عطاء : ابتداهم بالبر قبل الطاعات ، وبالإجابة قبل الدعاء ، وبالعطاء قبل السؤال ، كفاهم الكل من حوائجهم ليكونوا لمن له الكل وبيده كفاية الكل . قال الجنيد رحمه الله : كرمنا بنى آدم بالفهم عن الله . قال أبو بكر بن طاهر : كرمنا بنى آدم بالمخاطبات بالأمر والنهى . وقال بعضهم : كرمنا بنى آدم بتقويم الخلقة واستواء القامة . قال بعضهم : كرمنا بنى آدم بالوسائط والرُسل . وقيل : كرمنا بنى آدم بالحظ ، وقيل : كرمنا بنى آدم بالخلق . وقال الحسين : كرمنا بنى آدم بالكون فى القبضة ، ومكافحة الخطاب . وقال الواسطى رحمه الله : أفرد آدم بالاصطفاء وأفرد بنى آدم بقوله : { كَرَّمْنَا بَنِي ءَادَمَ } يدخل فيه الكافر والمؤمن ثم اصطفى من ولده فقال : { ثُمَّ أَوْرَثْنَا ٱلْكِتَابَ ٱلَّذِينَ ٱصْطَفَيْنَا } [ فاطر : 32 ] . وقال أيضًا : كرمنا بنى آدم بأن سخرنا لهم الكون وما فيها لئلا يكونوا فى تسخير شىء ويتفرغوا إلى عبادة ربهم . قال جعفر : كرمنا بنى آدم بالمعرفة . وسُئل ذو النون عن قوله : { وَلَقَدْ كَرَّمْنَا بَنِي ءَادَمَ } . قال : بحسن الصوت . قوله تعالى : { وَحَمَلْنَاهُمْ فِي ٱلْبَرِّ وَٱلْبَحْرِ } [ الآية : 70 ] . معنى البرّ النفس ، ومعنى البحر القلب ، فمن حمله فى النفس فقد أكرمه بنور التأييد فمن لم يكن له نور التأييد وكان له نور التدبير يكون هلاكه عن قريب . قال الواسطى رحمه الله فى قوله : { وَحَمَلْنَاهُمْ فِي ٱلْبَرِّ وَٱلْبَحْرِ } قال : البر ما أظهر من النعوت والبحر ما استتر من الحقائق ، وقيل : فى مشاهدة أيده فصمت الوقتين الفصل والوصل وهو البر والبحر . قوله تعالى : { وَرَزَقْنَاهُمْ مِّنَ ٱلطَّيِّبَاتِ } [ الآية : 70 ] . قال أبو عثمان : الرزق الطيب هو الحلال . قال إبراهيم الخواص : الطيبات المباحات . قال عبد الله بن المبارك : كتب يد العامل إذا نصح . وقال يحيى بن معاذ : الرزق الطيب ما يفتح على الإنسان من غير سؤال ولا إشراف نفس . قوله تعالى : { وَفَضَّلْنَاهُمْ عَلَىٰ كَثِيرٍ مِّمَّنْ خَلَقْنَا تَفْضِيلاً } [ الآية : 70 ] . قال أبو عثمان : فضلناهم بالمعرفة على جميع الخلائق . قال أبو حفص : فضلناهم بأن بصرناهم عيوب أنفسهم . قال فضيل بن عياض : فضلناهم بالتمييز والحفظ . وحكى ابن الفرحى عن الجنيد رحمه الله تعالى قال : فضلناهم بإصابة الفراسة . وقال السيارى : فضلنا العلماء على الجهال بالعلم بالله وأحكامه .