Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 17, Ayat: 74-74)

Tafsir: Ḥaqāʾiq at-tafsīr

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

قال ابن عطاء : إن الله عز وجلّ ، عاتب الأنبياء بعد مباشرة الزلات ، وعاتب نبينا قبل وقوعه ليكون بذلك أشد إنتباهًا وتحفظًا لشرائط المحبة فقال : { وَلَوْلاَ أَن ثَبَّتْنَاكَ لَقَدْ كِدتَّ تَرْكَنُ إِلَيْهِمْ } . قال الحسين : خلق الله الخلق على علم منه بهم . وهم علم العلم ، وجعل النبى صلى الله عليه وسلم أعظم الخلق خلقًا ، وأقربهم زلفى فجعله الداعى إليه والمبين عنه ، به يصلون إلى الله ظاهرًا وباطنًا ، وعاجلاً وآجلاً ، فثبت الملك بالعلم وثبت العلم بالنبى صلى الله عليه وسلم وحثنا النبى صلى الله عليه وسلم به فقال : ولولا أن ثبتناك بنا . وقال عمرو بن عثمان المكى فى قوله : { لَقَدْ كِدتَّ تَرْكَنُ إِلَيْهِمْ } . قال : " كدت " هو الشىء بين الشيئين ، وهو الخروج من ذى إلى ذى ، ولم يخرج من ذى ولم يدخل فى ذى ، وكان واقفًا بأمر عظيم وشأن عجيب وعلم غريب ، وهو نزاهة نفسه ، وعظيم علمه بربه فبلغ هذا الخطاب به من الخوف والوجل من ربه ، حتى كاد أن يساوى خوف الموافقين للمخالفة ، وهذا الفرق بين الخواص والعوام أنهم يخافون فى الهمة ما لا يخافة العوام إلى الموافقة .