Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 2, Ayat: 219-220)

Tafsir: Ḥaqāʾiq at-tafsīr

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

قوله تعالى : { قُلْ فِيهِمَآ إِثْمٌ كَبِيرٌ } . أى : فى تناولهما ، ومنافع للناس فى تركهما . قوله تعالى : { كَذٰلِكَ يُبيِّنُ ٱللَّهُ لَكُمُ ٱلآيَاتِ لَعَلَّكُمْ تَتَفَكَّرُونَ فِي ٱلدُّنْيَا وَٱلآخِرَةِ } [ الآية : 219 - 220 ] . أنهما على فكر وخدعة ، ألا ترى أن طاوسًا وسالمًا قرءا : { إِنَّ أَصْحَابَ ٱلْجَنَّةِ ٱليَوْمَ فِي شُغُلٍ فَاكِهُونَ } [ يس : 55 ] فقال : لو علموا عمن شُغلوا ما هنَّاهم ما اشتغلوا به . وقال بعضهم : وقد تغير قومٌ بالحضرة وهم لا يعلمون . قوله تعالى : { وَتَزَوَّدُواْ فَإِنَّ خَيْرَ ٱلزَّادِ ٱلتَّقْوَىٰ } [ الآية : 197 ] . هذا خطابٌ للخاص لأنه لا زاد للعارف سوى معروفه ، ولا للمحبوب سوى حبيبه وأنشد : @ وإذا نحن أدلجنا وأنت أمامنا كفى لمطايانا بذكراك هاديا @@ وقيل : تزودوا فإن خير الزاد الثقة به . قوله تعالى : { إِنَّ ٱللَّهَ يُحِبُّ ٱلتَّوَّابِينَ } [ الآية : 222 ] . المقيمين على توبتهم والمتطهرين من جميع ما تابوا منه . وقال بعضهم : يحب التوابين من تقصير طاعاتهم ، ويحب المتطهرين من أحوالهم وهم القائمون مع الله بلا علاقة ولا سبب . وقال جعفر : يحب التوابين من سوء إرادتهم ويحب المتطهرين من إرادتهم . وقال محمد بن على : التوابين من توبتهم والمتطهرين من طهارتهم . وقال أبو يزيد رحمة الله عليه : التوبة من الذنب واحدٌ ومن الطاعة ألفٌ وقال القاسم : إن الله يحب التوابين إن دامت توبتهم ، ويحب المتطهرين إن دامت طهارتهم ليكون العبد على وجلٍ . سمعت النصرآباذى يقول : إن الله أثنى عليكم وجعل لكم قيمة حين قال : { إِنَّ ٱللَّهَ يُحِبُّ ٱلتَّوَّابِينَ } . قوله تعالى : { وَأَنْتُمْ عَاكِفُونَ فِي ٱلْمَسَاجِدِ } [ الآية : 187 ] . قال الواسطى : الاعتكاف حبس النفس وزم الجوارح ومراعاة الوقت ثم أينما كنت فأنت معتكف . وقال بعضهم : أهلُ الصفوة معتكفون بأسرارهم عند الحق لا يؤثرُ عليهم من حدثان الحوادث شئ لاستغراقهم فى المشاهدة .