Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 2, Ayat: 255-255)
Tafsir: Ḥaqāʾiq at-tafsīr
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
قوله عز وجل : { ٱللَّهُ لاَ إِلَـٰهَ إِلاَّ هُوَ ٱلْحَيُّ ٱلْقَيُّومُ } [ الآية : 255 ] . سئل أبو منصور عن هذا فقال : لا إله إلا الله يقتضى شيئين : إزالة العلة عن الربوبية وتنزيه الحق عن الدرك . وقال بعضهم : يحتاج قائل لا إله إلا الله إلى أربع خصال : تصديقٌ وتعظيمٌ وجلاوةٌ وحرمةٌ ، فمن لم يكن له تصديقٌ فهو منافقٌ ، ومن لم يكن له تعظيمٌ فهو مبتدعٌ ، ومن لم يكن له جلاوةٌ فهو مراءٍ ، ومن لم تكن له حرمة فهو فاسقٌ . وقال بعضهم : يحتاج قائلها أن يترك الشكوى فى وقت المحن ، ويترك المعصية فى وقت النعمة ، ويترك الغفلة عند الفكرة . وقيل لأبى الحسين النورى : لم لا تقول : لا إله إلا الله فقال : بل أقول : الله ولا أبغى به ضدًا . وقال بعضهم : من قالها وفى قلبه رغبةٌ أو رهبةٌ أو طمعٌ أو سؤالٌ فهو مُشركٌ فى قوله . وقيل فى قوله : { ٱلْحَيُّ ٱلْقَيُّومُ } اجعله مراقبًا فى قيوميته عليك وعلى جميع العالم . وقيل : إنه قيومٌ بحفظ أذكاره على أسرار أهل صفوته ، الحى القيوم الذى أحيا كلَّ حى عن عدمٍ ، وهو الحى الذى لم يزل . والقيومُ : القائم على كل نفسٍ بما كسبت ، وقيل : القيوم القائم بكفاية عباده ليغنيهم به عن غيره . قوله تعالى : { لاَ تَأْخُذُهُ سِنَةٌ وَلاَ نَوْمٌ } . قال بعضُ البغداديين : وأنى تأخذُ السنةُ من كان ولا سنة وأوجد السنة قهرًا لعباده ونقصًا ارتبط الأشياء بأضدادها وانفرد هو عن الأحوال لأنه مُحوّلُهَا . قوله تعالى : { مَن ذَا ٱلَّذِي يَشْفَعُ عِنْدَهُ إِلاَّ بِإِذْنِهِ } . جذب به قلوب عباده إليه فى العاجل والآجل . وقال الواسطى : لو جعل إلى نفسه وسيلة غير نفسه كان معلولاً ، ومن تزين بإخلاصه ومحبته ورضاه توسل بصفاته إلى من لا وسيلة إليه إلا به ، قال الله تعالى { مَن ذَا ٱلَّذِي يَشْفَعُ عِنْدَهُ إِلاَّ بِإِذْنِهِ } . قوله تعالى : { وَلاَ يُحِيطُونَ بِشَيْءٍ مِّنْ عِلْمِهِ } . صار علمه عزًا لا إحاطة بشىءٍ منه إلا ما خص به رسول الله أو صديقًا من علم لدُنى . قوله تعالى : { وَسِعَ كُرْسِيُّهُ ٱلسَّمَاوَاتِ وَٱلأَرْضَ } . العرش والكرسى إظهارًا للقدرة لا محلاً للذات . وقال أبو منصور فى قوله { مَن ذَا ٱلَّذِي يَشْفَعُ عِنْدَهُ إِلاَّ بِإِذْنِهِ } قال : وأى الشفيع إلى من لا يسعهُ غيره ولا يحجبه سواه . قوله تعالى : { وَلاَ يَؤُودُهُ حِفْظُهُمَا وَهُوَ ٱلْعَلِيُّ ٱلْعَظِيمُ } . وصف نفسهُ بالامتناع عن اعتراض القواطع والعلل .