Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 2, Ayat: 3-3)
Tafsir: Ḥaqāʾiq at-tafsīr
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
قوله تعالى : { ٱلَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِٱلْغَيْبِ } . قيل : الغيب هو الله . وقيل : إن الإيمان بالغيب للعام ، لأن الإيمان بالغيب قطع عن مغيب الغيب حجبهم بالغيب عن مغيبه . وقال : بعض العراقيين : الغيب هو مشاهدات الملك بعين الحق . وقيل : الذين يؤمنون بالغيب : الذين يصدقون ما أظهره على أوليائك من الآيات والكرامات . وقال أبو يزيد رحمة الله عليه : لا يؤمن بالغيب من لم يكن معه سراج الغيب . وقال بعض العراقيين : إنهم بغيب القرآن عاينوا غيب الآخرة ، ثم بغيب الغيب شاهدوا الحق مطلعًا عليهم فى جميع الأوقات ، فغابوا باطلاعه عليهم مشاهدة عن مشاهدة كل ما سواه ، فهم قائمون معه على المشاهدة ، وهذا هو الإيمان بالغيب . وقال فارس : الإيمان بالغيب تعظيم الحقيقة وصون الشريعة والرضا بالقضية ، حتى تستيقن أن ليس لك من الأمر شىء . قوله تعالى : { وَيُقِيمُونَ ٱلصَّلاةَ } . وإقامتها : حفظ حدودها ظاهرًا وباطنًا . وقال بعضهم : النية فى إقامة الصلاة أى : لا أواصلك بها ولا أواصلك بتركها ، ولكنها اتباع الأمر والنهى . وقيل لا يكن حظك من صلاتك إقامتها دون السرور بما أحلت له من القربة والمناجاة . وقيل : لا يكن همك فيها إقامتها دون الهيبة والتعظيم والخوف عن كيفية إقامتها ورؤية التقصير فيها . وقال ابن عطاء : إقامة الصلاة فيها حفظ حدودها مع حفظ السرّ مع الله أى : لا يختلج بسرك سواه . قوله تعالى : { وَممَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنْفِقُونَ } . قال بعض العراقيين : فى الإمساك لذة وفى الإنفاق لذة ، وكل ما يلتذ به العبد فهو يعبد من عين الحق . وقيل : مما رزقناهم ينفقون أى : مما خصصناهم به من أنوار المعرفة يفيضون بركتها ونورها على متبعيهم . وقيل : الذين يؤمنون بالغيب حظ قلبك ويعلمون حظ بدنك ، ومما رزقناهم ينفقون حظ مالك معناه تجرد قلبك وتتعب بدنك في خدمتى وتنفق مالك فى مرضاتى لأوصلك إلى معرفتى .