Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 2, Ayat: 40-40)

Tafsir: Ḥaqāʾiq at-tafsīr

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

قوله تعالى : { يَابَنِي إِسْرَائِيلَ ٱذْكُرُواْ نِعْمَتِيَ ٱلَّتِي أَنْعَمْتُ عَلَيْكُمْ } . قال بعضهم : ربط بنى إسرائيل بذكر النعم ، وأسقط عن أمة محمد صلى الله عليه وسلم ذلك ودعاهم إلى ذكره فقال { فَٱذْكُرُونِيۤ أَذْكُرْكُمْ } [ البقرة : 152 ] ليكون نظر الأمم من النعمة إلى المنعم ، ونظر أمة محمد صلى الله عليه وسلم وآله وسلم من المنعم إلى النعم . وقال سهل بن عبد الله : أراد الله أن يخص أمة محمد صلى الله عليه وآله وسلم بزيادة على الأمم كما خص نبيهم صلى الله عليه وسلم بزيادة على الأنبياء فقال للخليل صلى الله عليه وسلم { وَكَذَلِكَ نُرِيۤ إِبْرَاهِيمَ مَلَكُوتَ ٱلسَّمَاوَاتِ وَٱلأَرْضِ } [ الأنعام : 75 ] وقطع سر محمد صلى الله عليه وسلم ورُؤيته عمن سواه فقال : { أَلَمْ تَرَ إِلَىٰ رَبِّكَ كَيْفَ مَدَّ ٱلظِّلَّ } [ الفرقان : 45 ] . قوله تعالى عز وجل : { وَأَوْفُواْ بِعَهْدِيۤ أُوفِ بِعَهْدِكُمْ } . قال بعض البغداديين : أوفوا بعهدى الذى عهدتم فى الميثاق الأول بلفظة " بلى " ، فلا ترجعوا فى طلب شىء إلى غيرى . وقيل : أوفوا بعهدى احفظوا ودائعى عندكم ، لا تظهروها إلا عند أهلها ، أوف بعهدكم أُبح لكم مفاتيح خزائنى وقربى فأنزلكم منازل الأصفياء . وقيل أوفوا بعهدى فى أداء الفرائض على السنة والإخلاص ، أوف بعهدكم بقبولها منكم ومجازاتكم عليها . وقال ابن عطاء : أوفوا بعهدى فى حفظ الجلود ظاهرًا وباطنًا ، أوف بعهدكم بحفظ أسراركم عن مشاهدة الأعيان . وقال سهل : أوفوا بعهدى فى مجاهدة أنفسكم ، أوف بعهدكم لمعاونتكم عليها . وقال أبو عثمان : أوفوا بعهدى فى حفظ آداب الظواهر ، أوف بعهدكم بتزين سرائركم . وقال بعضهم : أوفوا بعهدى في التوكل ، أوف بعهدكم بكفاية مهماتكم . وقال بعض العراقيين : أوفوا بعهدى كونوا لى خلقاً ، أوف بعهدكم أكن لكم حقًا . قال أبو الحسن الوراق : أوفوا بعهدى فى العبادات ، أوف بعهدكم أوصلكم إلى منازل الدعايات . سُئل الثورى عن فهم هذه الآية أوفوا بعهدى قال : أوفوا بعهدى فى دار محبتى على بساط خدمتى بحفظ حرمتى ، أوف بعهدكم فى دار نعمتى على بساط قربى بسرور رؤيتى . قوله تعالى : { وَإِيَّايَ فَٱرْهَبُونِ } . الرهبة : هى خشية القلب من روى خواطره وقال سهل : وإياى فارهبون موضع اليقين ومعرفته وإياى فاتقون ، موضع العلم السابق وموضع المكر والاستدراج .