Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 20, Ayat: 39-39)
Tafsir: Ḥaqāʾiq at-tafsīr
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
قوله تعالى : { وَأَلْقَيْتُ عَلَيْكَ مَحَبَّةً مِّنِّي } [ الآية : 39 ] . قال سرى السقطى : ألقى عليه لطفًا من لطفه يستجلب به قلوب عباده . قال ابن عطاء : ألقيت عليك محبة منى لك فمن رأى فيك محبتى لك أحبك بحبى بك . وقال فارس : زينتك بملاحةٍ من عندى حتى لا تصلح لغيرى ، ويحبك من يرى بك الملاحة فيك . فقيل : أليس يوسف أعطى شطر الحُسْن ؟ لِمَ لَمْ يكن يستوجب المحبة ؟ قال : الحسن لا يوجب المحبة ، والملاحة توجب المحبة ، ألا ترى النبى صلى الله عليه وسلم كان عليه ( ملاحة ممزوجة بهيبة ) . قال الواسطى رحمه الله : { وَأَلْقَيْتُ عَلَيْكَ مَحَبَّةً مِّنِّي } فقال : المحبة تمتزج لأقوام كرجل يكون سخيًا شجاعًا ، فقيهًا ، فيفتن الناس على ذلك ، والمحبة والتى ألقى على موسى ما زال ملقى عليه وهو فى صلب عمران ألا ترى فرعون لما شاهد الملقى عليه فى صغره من غير مزاج كيف رباه ؟ مع ما كان يقتل من أولاد بنى إسرائيل وذلك لإلقاء المحبة عليه . قال ابن عطاء : ألقى عليك لطفًا لا يراه أحد إلا أحبه . قال بو بكر بن طاهر : أحببتك فحببتك إلى أحبائى . وقال سهل : أظهر الله عليه ميراث علمه ، وأورثه محبته فى قلوب عباده . قال القياد فى قوله : { وَأَلْقَيْتُ عَلَيْكَ مَحَبَّةً مِّنِّي } : لا يراك أحد إلا رق لك ، ومال إليك . وأيضًا : سبقت لك منى العناية بفضل الاختصاص على غيرك فخصصت بالذكر فى الثناء ومن اصطنعه الله لنفسه لم تسترقه طمع نفسه غيره . قوله تعالى ذكره : { وَلِتُصْنَعَ عَلَىٰ عَيْنِيۤ } [ الآية : 39 ] . قال الواسطى رحمه الله فى هذه الآية ما يجئ نبى ولا ولىّ من محبته ، ولا سلم أحد من منته . وهذا معنى قوله : { وَلِتُصْنَعَ عَلَىٰ عَيْنِيۤ } . قال ابن عطاء : فى هذه الآية أنا مشاهد لك حافظ أرعاك بعينى ولا أسلم بسياستك إلى غيرى ، ليعلمه حسن العناية به .