Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 21, Ayat: 101-101)
Tafsir: Ḥaqāʾiq at-tafsīr
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
قوله تعالى : { إِنَّ ٱلَّذِينَ سَبَقَتْ لَهُمْ مِّنَّا ٱلْحُسْنَىٰ } [ الآية : 101 ] . قال الحسين بن الفضل : سبقت العناية ، فظهرت الولاية . وقال ابن عطاء : سبق منه الاختيار ، فظهر منهم إلى رضاء البدار . وقال الجنيد رحمة الله عليه : من سبق إليه من الحق إحسان ، فإنه لا يزال يتقلب فى ميادين المحسنين إلى أن يبلغ إلى أعلى مراتب أهل الإحسان بقوله { لِّلَّذِينَ أَحْسَنُواْ ٱلْحُسْنَىٰ وَزِيَادَةٌ } [ يونس : 26 ] . قال بعضهم : سبقت العناية لأهل الهداية فبلغوا بها إلى شرف الولاية . قال بعضهم : سبق الامتنان لأهل الفضل والإحسان فاستحقوا بها القرب والوصول . قال بعضهم : إذا سبقت للعبد من الله السعادة فغفلته كلها أذكار ، وإذا سبقت للعبد من الله الشقاوة فإذا كان كلها غفلة ، وأنشد : @ من لم يكن للوصال أهلاً فكل إحسانـه ذنـــوب @@ قال الواسطى رحمة الله عليه : أولئك قوم هداهم الله فهذَّبهم بذاته ، وقد سهم بصفاته ، فسقطت عنهم الشواهد والأغراض ، ومطالعات الأعواض ، فلا لهم إشارة فى شواهدهم ، ولا عبارة عن أماكنهم ، وحجبهم عن الاستقرار فى المواطن . فلا هُم ، هُم بأنفسهم ولا هم حاضرين فى حضورهم بحضورهم . قال النهرجورى فى هذه الآية : قال الله : { سَبَقَتْ لَهُمْ مِّنَّا ٱلْحُسْنَىٰ } ولم يقل " سبقت لهم منهم الحسنى ، فما سبق من إحسانه إليهم سابقه حلم بالسعادة لهم فتح أبصارهم النظر إلى الأكوان معتبرين ، وفتح أسماعهم بسماع خطابه ، وأجرى ألسنتهم بذكره ، وزين قلوبهم بمعرفته ، وخاطبهم كما خاطب الأنبياء ، وركب فيهم العقل للتمييز فهذا قوله : { سَبَقَتْ لَهُمْ مِّنَّا ٱلْحُسْنَىٰ } . وقيل في هذه الآية : الحسنى : العناية السابقة وهى خمسة أشياء : العناية ، والاختيار ، والهداية ، والعطاء ، والتوفيق . فبالعناية وقعت الكفاية ، وبالاختيار وقعت الرعاية ، وبالهداية وقعت الولاية ، وبالعطاء وردت الخِلعة ، وبالتوفيق وقعت الاستقامة . والحسنى هذه السوابق . قال الواسطى رحمة الله عليه : نوَّر قلوبهم بالطمأنينة وسكنت نفوسهم إلى الرحمانية بإزالة وحشة رؤية الأفعال من سرائرهم .