Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 21, Ayat: 47-47)

Tafsir: Ḥaqāʾiq at-tafsīr

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

قوله تعالى : { وَنَضَعُ ٱلْمَوَازِينَ ٱلْقِسْطَ لِيَوْمِ ٱلْقِيَامَةِ } [ الآية : 47 ] . قال القاسم : الأعمال والموازين شتى ، والعدل ميزان الله فى الأرض ، فمن وزن أعماله بميزان العدل فهو من العابدين ، ومن وزن حركاته بميزان العدل فهو من المخبتين ، ومن وزن خطراته وأنفاسه بميزان العدل فهو من العارفين ، وميزان العدل في الدنيا ثلاثة : ميزان النفس والروح ، وميزان القلب والعقل ، وميزان المعرفة والسّر . فميزان النفس والروح : الأمر والنهى ، وكفتاه الوعد والوعيد . وميزان القلب والعقل : الإيمان والتوحيد ، وكفتاه الثواب والعقاب . وميزان المعرفة والسّر : الرضا والسخط ، وكفتاه الهرب والطلب . فمن وزن أفعال النفس والروح بميزان الأمر والنهى بكفة الكتاب والسُّنّة ينال الدرجات في الجنان ، ومن وزن حركات القلب والعقل بميزان الثواب والعقاب بكفّة الوعد والوعيد أصاب الدرجات ونجا من جميع المشقات ، ومن وزن خطرات المعرفة والسّر بميزان الرضا والسخط بكفة الهرب والطلب نجا من الذى هرب ، ووصل إلى ما طلب ، فيصير عيشه في الدنيا على الهرب ، وخروجه منها على الطلب ، وعاقبته إلى غاية الطرب ، فمن أراد الوصول إلى المسبب فعليه بالهرب من السبب ، فإن السبب حجاب كل طالب .