Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 22, Ayat: 28-28)

Tafsir: Ḥaqāʾiq at-tafsīr

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

قوله تعالى : { لِّيَشْهَدُواْ مَنَافِعَ لَهُمْ } [ الآية : 28 ] . قال ابن عطاء : ما وعدوا من أنفسهم لربهم وما وعده الله لهم من القربة والزلفة . وقال جعفر : هو ما يشاهدونه فى ذلك المشهد من بر الحق بأن وفقهم لشهود ذلك المشهد العظيم ، ثم منافعهم ما وعد عليه من الزيادات ، والبركات ، والإجابات ، والله على كل شىء قدير . - وقيل كان أبو سعيد النيسابورى يحج من نيسابور ويُحرم منها ويصلى عند كل ميل فى البادية ركعتين فقيل له فى ذلك فقال : إن الله جل جلاله يقول { لِّيَشْهَدُواْ مَنَافِعَ لَهُمْ } وهذا منافعى فى حجتى . قوله تعالى : { فَكُلُواْ مِنْهَا وَأَطْعِمُواْ ٱلْبَآئِسَ ٱلْفَقِيرَ } [ الآية : 28 ] . قال أبو عثمان رحمة الله عليه : أدبٌ أدَّبَ الله به عباده أن لا يطعموا الفقراء إلاَّ مما يأكلون ، ولا يجعلوا لله ما يكرهون وهو أن يشاركهم فى مآكلهم ومشاربهم وملابسهم بقوله : { كُلُواْ مِنْهَا وَأَطْعِمُواْ } . قال ابن عطاء البائس : الذى تأنف من مجالسته مواكلته ، والفقير من تعلم حاجته إلى طعامك وإن لم يسأل . قال الواسطى رحمة الله عليه فى قوله : { ذٰلِكَ وَمَن يُعَظِّمْ حُرُمَاتِ ٱللَّهِ فَهُوَ خَيْرٌ لَّهُ عِندَ رَبِّهِ } [ المؤمنون : 30 ] قال : أن لا تلابس محرمًا ولا تخالف أمره ونهيه . وقال أيضًا : من تعظيم حرمته أن لا يلاحظ شيئًا من كونه ، ولا طوارق محنته ، وأن لا تلاحظ خليلاً ولا كليمًا ولا حبيبًا ما دام يجد إلى ملاحظة الحق سبيلاً . قال فارس : حرمات الله : صفاته . فمن تهاون بحرمات الأمر والنهى فقد تهاون بالذات ، وهو نفس النفاق . قال ابن عطاء رحمة الله عليه : الحرمة على ثلاثة أوجه : القطع عن المخالفة ، ثم القطع عن الموافقة ، ثم القطع عن لذة المشاهدة . قال بعضهم فى قوله : { ذٰلِكَ وَمَن يُعَظِّمْ حُرُمَاتِ ٱللَّهِ } [ المؤمنون : 30 ] قال : لا يعظم حرمات الله إلا من حرمه الله ، ولا يعظم الله إلاَّ من عرفه ، ومن عرفه خضع له ، وخشع من خضوعه ، وخشوعه المتولد من تعظيمه لربه تعظيم حرمات المؤمنين . قال : مَنْ يعظم حرمات الله فهو خير له عند ربه ، ومن جهل قدره أعجب بنفسه وعلمه ، وتعظم وتكبّر فى نفسه ، واحتقر رأيه عبر به ، وذلك من جهله بنفسه . وجهله بنفسه تعظيم قدرته فى قدرته وإنعامه وتفضله .