Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 24, Ayat: 37-37)

Tafsir: Ḥaqāʾiq at-tafsīr

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

قوله تعالى : { لاَّ تُلْهِيهِمْ تِجَارَةٌ وَلاَ بَيْعٌ عَن ذِكْرِ ٱللَّهِ } [ الآية : 37 ] . قال ابن عطاء رحمه الله : خزائن الودائع ، ومواضع الأسرار . قال بعضهم : رجال قلوبهم متعلقة بالسوابق والخواتيم فأشغلهم حزن ما جرى عليهم فى الأول ، وحزن ما يردون عليه من العاقبة عن الاشتغال بالدنيا . والتقلب فيها والتمتع بها . سمعت النصرآباذى يقول فى هذه الآية : رجال أسقط عنهم المكون ذكر المكنونات فلا تشغلهم الأسباب عن المسبب . وقال جعفر : هم الرجال من بين الرجال على الحقيقة لأن الله حفظ سرائرهم عن الرجوع الى ما سواه وملاحظات غيره ، فلا تشغلهم تجارات الدنيا ونعيمها وزهرتها ، ولا الآخرة ، وثوابها عند الله لأنهم فى بساتين الأنس ، ورياض الذكر . قال الله تعالى : { لاَّ تُلْهِيهِمْ تِجَارَةٌ وَلاَ بَيْعٌ عَن ذِكْرِ ٱللَّهِ } . وقال بعضهم : أسقط الله اسم الرجولية عن العاملين إلا من عامل الله على المشاهدة ، ولم يؤثر عليه الأكوان فقال : رجال لا تلهيهم تجارة ولا بيع عن ذكر الله . قال الواسطى رحمه الله : الأذكار ثلاثة : ذكر السطوة على الخوف والحزن والرجل وذكر اليد وهو المنّة والسبق بالفضل ، وذكر النعمة ، وهو الفضل لا يقف بين يديه موقفًا ، والآخر فيه مقال وذكر وهو ذكر المشاهدة ، وذلك هو ذكر الرجال . قال الله عز وجل : { رِجَالٌ لاَّ تُلْهِيهِمْ تِجَارَةٌ وَلاَ بَيْعٌ عَن ذِكْرِ ٱللَّهِ } [ الآية : 37 ] . وقوله تعالى : { يَخَافُونَ يَوْماً تَتَقَلَّبُ فِيهِ ٱلْقُلُوبُ وَٱلأَبْصَارُ } [ الآية : 37 ] . سمعت النصرآباذى يقول : النفوس فى التنقيل ، والقلوب فى التقليب . قال الحسين : خلق الله القلوب ، والأبصار على التقلب ، وجعل عليها أغطينة وستورًا وأكنه واففالاً ، لأهتكن الستور بالأنوار ، وترفع الحجب بالذكر وتفتح الأقفال بالقرب . وقال الحسين : إذا علمت أنه مقلب القلوب والأبصار فليكن شغلك فى النظر إلى أفعاله فيك ، وتوق الخلاف والغفلة . قال الواسطى رحمه الله : يخافون يومًا تتقلب فيه القلوب للعامة تتقلب قلوبهم حذرًا لما يرد عليهم من دحض الأعمال . قال الله تعالى : { وَبَدَا لَهُمْ مِّنَ ٱللَّهِ مَا لَمْ يَكُونُواْ يَحْتَسِبُونَ } [ الزمر : 47 ] .