Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 25, Ayat: 20-20)
Tafsir: Ḥaqāʾiq at-tafsīr
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
قوله تعالى : { وَمَآ أَرْسَلْنَا قَبْلَكَ مِنَ ٱلْمُرْسَلِينَ إِلاَّ إِنَّهُمْ لَيَأْكُلُونَ ٱلطَّعَامَ وَيَمْشُونَ فِي ٱلأَسْوَاقِ } [ الآية : 20 ] . قال جعفر : ذلك أن الله لم يبعث رسولاً إلا أباح ظاهره للخلق يأكلون معهم على شرط البشرية ، ومنع سره على ملاحظاتهم والانشغال بهم ، لأن أسرار الأنبياء فى القيمة لا يفارق المشاهدة بحال . قوله تعالى : { وَجَعَلْنَا بَعْضَكُمْ لِبَعْضٍ فِتْنَةً أَتَصْبِرُونَ } [ الآية : 20 ] . قال القاسم : أى أتصبرون على نظر بعضكم الى بعض كأنه أمر بالإعراض عما جعل فى نظره فتنة له يدل عليه قوله : { لاَ تَمُدَّنَّ عَيْنَيْكَ } [ الحجر : 88 ] . قال الحسين : المحبة لخواص أوليائه ، والفتنة لعامة الناس قال الله تعالى : { وَجَعَلْنَا بَعْضَكُمْ لِبَعْضٍ فِتْنَةً } . قال الحسين : وكسى كل شىء كسوة فاتنة لا ينفك منها إلا من عصمه الله وهو اضطرار فى الأحوال لا اختيار فى التلذذ بالشواهد والأعراض . قال الواسطى رحمه الله : ما أوجد موجودًا إلا لفتنة وما أفقد مفقودًا إلا لفتنة . قال الله تعالى : { وَجَعَلْنَا بَعْضَكُمْ لِبَعْضٍ فِتْنَةً } . قال أبو عثمان : فى قوله : { وَجَعَلْنَا بَعْضَكُمْ لِبَعْضٍ فِتْنَةً } . قال : فى الخلق فتنة من وجوه فأعظم الفتنة أن يشغلوك عن الله ويتعلق قلبك بهم عند الفاقات والحاجات فهم محتاجون مثلك إلى من هو كاشف الكرب ، وقاضى الحاجات . قال أبو صالح حمدون : من اعتمد على شىء سوى الله فهو عليه فتنة . سمعت الشيخ أبا الوليد يقول : اختار محمد بن عبد الله بن عبد الحكيم ، وكان رئيسًا بمصر فى موكبه بالمزنى وكان فقيرًا ونظر إليه وقال : وجعلنا بعضكم لبعض فتنة أتصبرون ، ثم قال : نصبر يا رب ولك الحمد .