Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 25, Ayat: 61-61)

Tafsir: Ḥaqāʾiq at-tafsīr

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

قوله تعالى : { تَبَارَكَ ٱلَّذِي جَعَلَ فِي ٱلسَّمَآءِ بُرُوجاً } [ الآية : 61 ] . قال محمد بن الفضل : فى كتاب رياضة النفس ما أعطى من خزائن الأرض ، وما أرى منها زويت لى الأرض أتيت بمفاتيح خزائن الأرض ، وهذه مفاتيح الدنيا وهو على معنيين أحدهما : عرض عليه الحياة فيها إلى يوم القيامة . فقال : " الرفيق الأعلى " والآخرة أن مشيئته فيها نافذة يحكم فيها بما شاء فقال : بل أبيت عند ربى أشبع يومًا ، وأجوع يومًا . سمعت منصور بن عبد الله يقول : سمعت أبا القاسم الأسكندرانى يقول : سمعت أبا جعفر الملطى عن على بن موسى الرضا عن أبيه عن جعفر بن محمد رحمه الله فى قوله : { تَبَارَكَ ٱلَّذِي جَعَلَ فِي ٱلسَّمَآءِ بُرُوجاً } قال : سمى السماء سماء لرفعتها والقلب سماء لأنه يسمو بالإيمان ، والمعرفة ، بلا حد ، ولا نهاية كما أن المعروف لا حد له كذلك المعرفة به لا حد لها ، وبروج السماء مجارى الشمس والقمر وهى : الحمل ، والثور ، والجوزاء ، والسرطان ، والأسد ، والسنبلة ، والميزان ، والعقرب ، والقوس ، والجدى ، والدلو ، والحوت ، وفى القلب بروج وهو برج الإيمان ، وبرج المعرفة ، وبرج العقل ، وبرج اليقين ، وبرج الإسلام ، وبرج الإحسان ، وبرج التوكل ، وبرج الخوف ، وبرج الرجاء ، وبرج المحبة ، وبرج الشوق ، وبرج الوله ، فهذه اثنا عشر برجًا بها دوام صلاح القلب كما أن الاثنى عشر برجًا من الحمل والثور إلى آخر العدد صلاح الدار الفانية وأهلها . قوله تعالى : { وَجَعَلَ فِيهَا سِرَاجاً وَقَمَراً مُّنِيراً } [ الآية : 61 ] . فى السماء سراج الشمس ، ونور القمر ، وفى القلب سراج الإيمان والأقدار بالوحدانية والفردانية ، والصمدانية ، وقمر المعرفة يشرق بأنوار الأزلية والأبدية مثلاً لأنوار المعرفة وإيمانه على لسانه بالذكر وعلى عينه العزة ، وعلى جوارحه بالطاعة والخوف وتلك الأنوار من تمام تولية الله للعبد فى الأحوال كلها .