Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 27, Ayat: 18-18)

Tafsir: Ḥaqāʾiq at-tafsīr

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

{ حَتَّىٰ إِذَآ أَتَوْا عَلَىٰ وَادِ ٱلنَّمْلِ قَالَتْ نَمْلَةٌ يٰأَيُّهَا ٱلنَّمْلُ ٱدْخُلُواْ مَسَاكِنَكُمْ } [ الآية : 18 ] . سمعت أبا الحسن السلامى يقول : تكلمت النملة بعشرة أجناس من الكلام نادت ، ونبهت ، وسمعت ، وأمرت ونصت وجددت ، وخصت ، وعمت ، وأشارت وعذرت ، أما النداء فـ " يا " وأما التنبه فـ " يا أيها " ، وأما سمعت فقولها " النمل " ، وأما أمرت فقولها " أدخلوا " وأما نصّت فقولها " مساكنكم " ، وأما جددت فقولها " لا يحطمنكم " ، وأما خصت فقولها " سليمان " ، وأما عمت فقولها " وجنوده " ، وأما أشارت فقولها " وهم " ، وأما عزرت فقولها " لا يشعرون " ، وأدت خمس حقوق : حق الله ، وحقًا له ، وحقًا لها ، وحقًا لكم ، فحق الله أنها استرعيت على النمل فرعتهم وأما حقًا له فأدت حق سليمان فى تنبيهه على حق النمل وأما حق لها فأنها أسقطت حق الله عنها فى تضحيتها لهم ، وأما حق لهم فإنها نصحتهم حتى دخلوا مساكنهم وأما حق لكم فللخلق جميعًا فى استرعاء من رعاه الله حقه وحفظ ذلك عليهم قال النبى صلى الله عليه وسلم : " ألا كلكم راع وكلكم مسؤول عن رعيته " . سمعت محمد بن عبد الله يقول : سمعت أبا بكر الحواس قال : سمعت محمد بن على الترمذى يقول : لم يضحك سليمان فى عمره إلا مرتين مرة يوم أُخذ الضحاك ، ومرة حين أشرف على واد النمل ، وذلك أنه رأى النمل على كبر الثعالب لها خراطيم وأنياب ، فقال رئيس النمل للنمل : { ٱدْخُلُواْ مَسَاكِنَكُمْ لاَ يَحْطِمَنَّكُمْ سُلَيْمَانُ وَجُنُودُهُ وَهُمْ لاَ يَشْعُرُونَ } فخرج كبير النمل فى عظم الجواميس فلما نظر إليه سليمان هاله فأراه الخاتم فخضع له ثم قال له هذه كلها نملٌ فقال : إن النمل أكثر من ذلك إنها ثلاثة أصناف صنف من الجبال ، وصنف من القرى ، وصنف من المدن . فقال سليمان : اعرضها علىّ ، فقال له : قف ثم نادى ملك النمل فأقبلت كراديس وعساكر فبقى سليمان سبعين يومًا واقفًا تمر هى عليه ، فقال : هل انقطعت عساكرهن فقال ملك النمل : لو وقفت إلى يوم القيامة ما انقطعت . سمعت الحسين بن يحيى يقول : سمعت جعفر الخلدى يقول : سمعت الجنيد رحمه الله يقول : قال سليمان عليه السلام لعظيم النمل لم قلت للنمل : ادخلوا مساكنكم ، أخفت عليهم منى ظلمًا ؟ قال : لا ، ولكن خشيت أن يفتنوا بما يروا من ملكك فيشغلهم ذلك عن طاعة ربهم .