Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 27, Ayat: 40-40)
Tafsir: Ḥaqāʾiq at-tafsīr
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
قوله تعالى : { قَالَ ٱلَّذِي عِندَهُ عِلْمٌ مِّنَ ٱلْكِتَابِ أَنَاْ آتِيكَ بِهِ } [ الآية : 40 ] . قال بعضهم : هو آصف نظر إلى عين الجمع ، وتكلم عن حقيقة جمع الجمع فقال : أنا آتيك به ، والهاء راجع إلى الحق أى بالله عونه ونصرته ، وقيل : على لسان الجمع أيضًا أنا آتيك به قبل أن يرتد إليك طرفك قال بعضهم : فى قوله { ٱلَّذِي عِندَهُ عِلْمٌ مِّنَ ٱلْكِتَابِ } أى أنظر فى الغيب ، وعلمٌ لمجارى الغيوب فعلم أن الله يريد أن يأتى سليمان عليه السلام بذلك فأخبر عن حقيقة الغيب . وقال ابن عطاء : أنا آتيك به أى بالله لا بالحيل . قوله تعالى : { هَـٰذَا مِن فَضْلِ رَبِّي لِيَبْلُوَنِيۤ أَأَشْكُرُ أَمْ أَكْفُرُ } [ الآية : 40 ] . قال أبو بكر بن طاهر : أحسن عباد الله حالاً من يرى فضل الله عليه فى كل أوقاته ولا يغفل عن شكر إنعامه وزوائد منته لديه . وقال جعفر : من رأى فضل الله عليه أرجو أن لا يهلك . قوله تعالى : { وَمَن شَكَرَ فَإِنَّمَا يَشْكُرُ لِنَفْسِهِ } [ الآية : 40 ] . ليس للخلق فيه شىء بأواصله يدعوكم ليغفر لكم ومن كفر فإن ربى غنىٌ كريم عن شكر الشاكرين وقيام القائمين وذكر الذاكرين . سمعت محمد بن عبد الله يقول : سمعت الشبلى يقول : الشكر هو الخمود تحت المنة . قال الواسطى : فى شكر إبطال رؤية الفضل كيف يوازى شكر الشاكرين فضله ، وفضله تميم وشكرهم محدث ؟ { وَمَن شَكَرَ فَإِنَّمَا يَشْكُرُ لِنَفْسِهِ } لأنه غنى عنه وعن شكره . فال الجنيد رحمه الله : الشكر فيه علة لأنه يطلب لنفسه المزيد ، وهو واقف مع رؤية حظ نفسه قال الله تعالى : { وَمَن شَكَرَ فَإِنَّمَا يَشْكُرُ لِنَفْسِهِ } أى طالب للمزيد . وقال ابن عطاء : من شكر فإنما يشكر لنفسه ، ومن تزكى فإنما يتزكى لنفسه ، وإن أحسنتم أحسنتم لأنفسكم . قال ليس للحق فيه قليلٌ ، ولا كثير فإنه أجل من أن يلحقه ثناء مُثنٍ ، أو شكر شاكر أخبر أن العلو ، والشرف ، والجلال له دونهم . قال الواسطى رحمه الله : دعا خلقه إلى شكره ثم قطعهم عنه جملة بقوله : { وَمَن شَكَرَ فَإِنَّمَا يَشْكُرُ لِنَفْسِهِ } أى : ما كان منكم فهو لكم ، وما كان منى فهو إليكم ليكون محل الشكر موجبًا للشكر لئلا تبرأ عن النفس عند ذلك .