Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 27, Ayat: 88-88)
Tafsir: Ḥaqāʾiq at-tafsīr
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
قوله تعالى : { وَتَرَى ٱلْجِبَالَ تَحْسَبُهَا جَامِدَةً } [ الآية : 88 ] . قال سهل : إن الله تعالى نبَّه عباده على تقصى الأوقات عليهم ، وغفلتهم فيه فجعل الجبال مثلاً للدنيا يظن الناظر أنها واقفة معه ، وهى آخذة بحظها منه ، ولا يبقى بعد الانقضاء إلا الحسرة على الفائت . قال ابن عطاء رحمه الله : الإيمان ثابت فى قلب العبد كالجبال الرواسى ، وأنواره تحرق الحجب الأعلى وقال إن قول لا إله إلا الله يسرى كالسحاب ، حتى يقف بين يدى الله عز وجل فيقول الله تعالى : اسكن مديحتى فوجلالى ما أجريتك على لسان عبد من عبيدى فأعذبه بالنار . قال جعفر رحمه الله : ترى الأنفس جامدة عند خروج الروح والروح يسرى فى القدس لتأوى إلى مكانها من تحت العرش . قال الصادق رحمه الله : نور قلب الموحدين ، وانزعاج أنين المشتاقين يَمُرُّ من بين السحاب حتى يشاهدوا الحق فيسكنون . قال عثمان : يرى الأنبياء والأولياء وقوفًا مع الحق على حد الرسوم كواحد منهم . وبركاتهم تصبُّ عليهم صبًا كالسحاب تراها مارة وهى سبب حياة الخلق والبهائم . قال الله تعالى : { وَجَعَلْنَا مِنَ ٱلْمَآءِ كُلَّ شَيْءٍ حَيٍّ } [ الأنبياء : 30 ] . وقال ابن عطاء فى قوله : { وَهِيَ تَمُرُّ مَرَّ ٱلسَّحَابِ } ، لا يلتفت الى شىء سواه ، ولا له قرار مع غيره . سمعت الحسن بن يحيى يقول : سمعت جعفر الخلدى يقول : حضر الجنيد رحمه الله مجلس سماع مع أصحابه ، وإخوانه فانبسطوا وتحركوا وبقى الجنيد على حاله لم يؤثر فقال له بعض أصحابه : لا تنبسط كما انبسط إخوانك فقال الجنيد : وترى الجبال تحسبها جامدة وهى تمر مر السحاب . قوله تعالى : { صُنْعَ ٱللَّهِ ٱلَّذِيۤ أَتْقَنَ كُلَّ شَيْءٍ } [ الآية : 88 ] . قال ابن عطاء : ربوبيته التى ترد الأشباح إلى قيمتها وتجعل الأسرار والقلوب إلى مستقرها وجعل لخلقه مقامًا إليه منتهاهم . فالسعيد من لزم حدَّه والشقى من علا طوره .