Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 29, Ayat: 45-45)

Tafsir: Ḥaqāʾiq at-tafsīr

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

قوله تعالى : { إِنَّ ٱلصَّلاَةَ تَنْهَىٰ عَنِ ٱلْفَحْشَآءِ وَٱلْمُنْكَرِ } [ الآية : 45 ] . قال بعضهم : تمام الصلاة بترك الفحشاء والمنكر قبل الصلاة وهو لأجل الجلال والتفكر فى عظمة الله فإذا قمت إليها قمت كأنك مذنب فترفع الحجاب فتقول الله أكبر بعقاب الفحشاء ، ونيات المنكر . قال جعفر : الصلاة إذا كانت مقبولة فإنها تنهى عن مطالعات الأعمال وطلب الأعراض . قال سهل رحمة الله عليه فى هذه الآية : تزيين الانصراف عن الفحشاء والمنكر بواحدة وهو من الإخلاص فى الصلاة وكل صلاة لا تنهى عن الفحشاء والمنكر ولا يوجد فيها تزيين الانصراف عنها فملعونة ، والواجب تصفيتها . قال ابن عطاء رحمة الله عليه : الصلاة المقبولة تمنع صاحبها يطلب عوضًا أو رؤية نفس فيها . قوله تعالى : { وَلَذِكْرُ ٱللَّهِ أَكْبَرُ } [ الآية : 45 ] . قال ابن عطاء : ذكر الله أكبر من ذكركم له لأن ذكره بلا علة وذكركم مشوب بالعلل والأمانى والسؤال . وقال أيضًا : ذكرك له استجلاب نفع ، وذكره لك إكرام وفضل . قال أبو عثمان : ذكر الله أكبر لأنه ذكر باقٍ . قال أبو بكر الوراق : ذكر الله لكم فى الأزل أكبر من ذكركم له فى الوقت ، لأن ذكره لكم أطلق ألسنتكم بذكره . وقال الواسطى رحمة الله عليه : من شاهد نفسه فى ذكره شاهد نفسه فى مقابلة من لا يقابله شىء والله تعالى يقول : { وَلَذِكْرُ ٱللَّهِ أَكْبَرُ } من أن يقوم أحد فيه بحق العبودية فكيف بحق الربوبية ؟ وقال أيضًا : ذكر الله لكم فى الأزل أكبر وأحكم وأقدم وأتم . قال القاسم : ذكر الله أكبر من أن تحويه أفهامكم وعقولكم وحقيقة الذكر طرد الغفلة فإذا لم يكن الغفلة فما وجه الذكر لأنه أكبر من أن يلحقه ذكر أو تداينه إشارة ؛ لأن الإشارة يطلبها الأين والأين يلحقها الحين . سمعت منصور بن عبد الله يقول : سمعت أبا القاسم البزاز يقول : قال ابن عطاء فى قوله : { وَلَذِكْرُ ٱللَّهِ أَكْبَرُ } من أن يبقى على صاحبه عقاب الفحشاء . وقال أيضًا : الله أكبر من أن يبقى على صاحبه وذاكره شىء سوى مذكوره .